حضّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على إجراء «تغييرات شاملة» في المناصب العليا في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه قبل انتخابات العام 2019، وذلك بعد أن أظهر الحزب اشارات ضعف في صناديق الاقتراع. وجاء كلام اردوغان في خطاب ألقاه أمس (الاثنين) بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال16 لتأسيس حزب العدالة والتنمية، وبعد عودته أردوغان الى سدة رئاسة الحزب هذا العام. وقال أردوغان: «التغيير أمر طبيعي في حزب العدالة والتنمية الذي تم تأسيسه من أجل الاستجابة لحاجة تركيا الى التغيير، لكن ما نحتاجه الآن هو تغيير شامل». وأضاف أن الزملاء «الناجحين» ومنهم النواب ورؤساء البلديات ومسؤولو الحزب في المناطق سيكون باستطاعتهم البقاء في مناصبهم، لكن أولئك الذين يظهرون «التعب» و«الانهاك» فعليهم أن يرحلوا. وقال إن «العملية الجديدة» ستبدأ في المناطق وتستمر حتى نهاية شباط (فبراير)، نافياً أن تكون هذه «عمليات تصفية» بل هدفها هو «أن نتجهز للعام 2019». وساهم أردوغان في تأسيس حزب العدالة والتنمية كحزب ذي جذور اسلامية عمل أيضاً من أجل تحديث الاقتصاد والسير قدماً بملف انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الأوروبي. ولم يهزم الحزب في الانتخابات منذ تحقيق انتصاره الأول في 2002، لكن كانت هناك بعض الاشارات الى أن قبضته على السلطة بدأت تظهر بعض التراخي في السنوات الاخيرة. وخسر الحزب في انتخابات حزيران (يونيو) 2015 النيابية الغالبية المطلقة للمرة الأولى، على الرغم من أنه عاد واستعادها في الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي. أما المؤشر الأكثر تنبيها فكان فوز اردوغان باستفتاء نيسان (أبريل) 2017 لتعزيز صلاحياته بحوالى 51,4 في المئة من الاصوات، وهو هامش اضيق بكثير مما كان متوقعاً. وقال أردوغان إن «عقد» الحزب الحاكم مع الشعب سيتم «تجديده وان شاء الله بالطريقة الأقوى» في انتخابات عام 2019. وستجرى في 2019 انتخابات رئاسية وبرلمانية في اليوم نفسه، وبعد ذلك ستنفذ معظم التغييرات التي اتفق عليها في الاستفتاء الدستوري بما في ذلك الغاء منصب رئيس مجلس الوزراء. والتغيير الوحيد الذي تم تنفيذه بطريقة فورية كان السماح لرئيس البلاد بترؤس حزب سياسي، فكان على أردوغان ان يغادر رئاسة الحزب عندما انتقل من رئاسة الحكومة الى رئاسة الجمهورية في 2014، لكنه استعاد كرسيه الحزبية بسرعة بعد الاستفتاء. ويقول المناصرون إن التغييرات ستجعل العمل الحكومي أكثر انسيابية في تركيا، بينما يخشى المعارضون أن يقودهم هذا الى حكم الرجل الواحد. وتركيا ما زالت تعيش في حالة طوارىء تم فرضها بعد انقلاب 15 تموز (يوليو) الفاشل، والذي أدى الى حصول أكبر حملة قمع في تاريخ البلاد. وحضر الاحتفال الحرس القديم في حزب العدالة والتنمية مثل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو ورئيس البرلمان السابق بولنت ارينج، فيما سجل غياب واضح للرئيس السابق والمساهم في تاسيس الحزب عبدالله غول.