الشاعر الحقيقي هو الشاعر الصادق. أذكر قولا للشاعر محمد الماغوط يقول شاعر رديء صادق أفضل من شاعر جيد كاذب. الشاعر مجموعة من التجارب الذاتية، وأدعي أنني شاعرة اكتب نفسي وأحلامي ورغباتي، اكتبها بصوت مرتفع، بعيدا عن أي شيء. و(آنو) التي بداخلي لا تخضع إلا لسلطة تلك الخرافة الحقيقية التي تسمّى (حب). أنا لا أقصد التمرّد، ولا أدّعي الاختلاف، لكنني امرأة حقيقية، امرأة أكره المكابرة على الذات والاحتياجات والرجل!! لا أعرف هل حرمت من طفولتي،، أم أنني حرمتها مني. هناك طفلة في الداخل متمردة على الدوام. تبحث عن شيء لا تعرفه، لعل الحب والرعاية الزائدة التي تلقيتها في طفولتي من والديّ، جعلتني أعبر عن حرمان الطفلة التي كبرت اليوم في عالم لا يشبه ذلك العالم الوردي الذي فتحت عيني عليه. أما عن الجرأة في التعبير، فلا أشعر أنها جرأة، هي (أنا) كما أنا، الأنثى التي تحمل بداخلها طفلة، ورغبات، ونزوات وانكسارات. أكتب نفسي كما هي، فقلمي لا يجيد ارتداء أقنعة القبيلة والمجتمع والمحظور. لن أقول إنني لا استطيع إبداء رأيي في الحركة الشعرية النسائية، ولن أتحفظ أو أجامل كوني في بداياتي، أرى أن المرأة الشاعرة في معظم الأحيان هي هاوية تحاول أن تجد لها مكانا، وما أن يأتي الرجل (الظل) حتى تختفي وراءه، حالها حال المرأة المبدعة في أي مجال من مجالات الحياة. وبشكل عام، فالحركة الشعرية العربية حركة ديناميكية ومتجددة، وأحاول أن أكون متابعة، علّي استطيع أن أغرس نفسي فيه. من خلال متابعتي للساحة الإبداعية، أجد هناك كما هائلا من الإبداع، سواء في الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية، وشتى فنون المجال الإبداعي. لم يأخذ النقد دوره تجاه هذا الكم الإبداعي بالنقد. ومن وجهة نظري أجد ثمة قصور في العملية النقدية، وكما أرى أن التركيز دائما على الأسماء المعروفة دون الانتباه إلى الكتابات الجديدة. باختصار شديد النقد لدينا لا يوازي العملية الإبداعية، وهو نقد شكلاني، لا يتغلغل في ثنايا النص. طبعا ثمة استثناءات بالتأكيد، فهناك بعض ممن يحاولون التطرق أحيانا وعلى خجل إلى الكتابات الجديدة. المهم لا نريد نقدا مجاملا، نريد نقدا حقيقيا ينصف كل الكتابات، فالنقد الحقيقي في النهاية إبداع على إبداع. دون أن تعتبر أنني أمارس نوعا من الغرور أو طقسا من النرجسية، فأنا أرى أن ذاتي هي أرحب فضاءات الأنوثة، ويمكن لأي امرأة أن تجد حزنها أو جرحها في هذا الفضاء اللا محدود. لا أكتب عن احساس ذاتي بحت، أنا اكتب أنوثتي وشرقيتي. اكتب أجمل ممارسات جنوني واجزم أن كثيرات يشاركنني هذا، ولو كان (جنون) الأنثى خطيئة، فأنا مصرة عليها حتى النهاية. الكتابة لكل شيء في حياة (آنو)، حالة فوضوية غير محددة الملامح، لا تشبه اي حالة غيرها، كل قصيدة لها حالتها وتجربتها وطقوسها، كل كلمة لديّ هي ترتيلة في معبد الشعر. يمكنني ان اقول بانني بحد ذاتي (طقس) قصيدتي، وهي بدورها (طقوسي) التي أجيد ممارستها في لحظة خارج الزمان، في تلك اللحظة أرى الكلمات تسجد بين يديّ تطلب منّي أن اكتبها،، فتكتبني. إعلامية وشاعرة أردنية [email protected]