درج بعض الكُتاب والأدباء قديماً وحديثاً على جمع نتاجهم الفكري المنشور من نثرٍ وشعرٍ وقصة وبحوث ودراسات أدبية وإصدار كل تخصص في كتاب حفاظاً عليه من التشتت والضياع ليكون في متناول أيدي هواة القراءة من كُتاب وأدباء وباحثين ودارسين على حدٍ سواء، مُسوّغهم في هذا الإجراء أن موضوعات هذه التخصصات ليست وقتية الزمن ينتهي مفعولها بمجرد نشرها بل تمثل مرحلة آنية ومستقبلية أي أنها صالحة لكل زمان ومكان، كغيرها من الكتب المماثلة في موضوعاتها. وموضوعات كتاب (جدليات فكرية في المشهد الثقافي العربي) للكاتب والشاعر الأستاذ: مُحسن علي السهيمي واحد من تلك الكتب احتوى في مضمونه على مقالات فكرية نُشر معظمها في العديد من الصحف والمجلات والبعض الآخر جديدة لم تُنشر من قبل. ويقع الكتاب في (121ص) من القطع المتوسط، وقد قسمه المؤلف بعد الإهداء والمدخل إلى (6 فصول). الفصل الأول: جدليات ثقافية/ الفصل الثاني: جدليات فكرية/ الفصل الثالث: جدليات فلسفية/ الفصل الرابع: جدليات جيوثقافية/ الفصل الخامس: جدليات مفاهيمية/ الفصل السادس: جدليات كونية. ومن يجول في موضوعات الكتاب يجدها واضحة المبنى والمعنى، حرية بالقراءة والمراجعة، إضافة إلى أنها موضوعات معاصرة تكتسب الجدية في أهدافها ومراميها، وبالتالي تواكبها نظرات ونقاشات معتدلة الرؤى والأهداف، اجتهد المؤلف في تفكيك مسارها الفكري وتطويعه في مواكبة المشهد الثقافي العربي (هدفاً وغاية ومعاصرة). خاتمة: وأختم هذه الإشارة الوجيزة ببعض الأسطر الأخيرة من مقدمة الكتاب (ص12) والتي ترسم في مجملها رؤى المؤلف وفلسفته عن المشهد الثقافي العربي (نقداً ومتابعة). (ولذا تأتي القراءة الفاحصة لبعض جدليات المشهد الثقافي وتحولاته التي هي من صلب مهام المثقف لتدفعنا إلى الأمام، وتُفكك مغاليق الوعي، وتطرح تساؤلات قلقة وتشتغل على إشكاليات متنوعة (ثقافية، جيوثقافية، فكرية، فلسفية) وترسم أمامها علامات تعجب إنهاضاً للحراك الفكري وإسهاماً في خلخلة بعض المفاهيم القارّة في الذهنية العربية، وهو ما حاول هذا الكتاب الاشتغال عليه). شاكراً لأخي المؤلف حُسن إهدائه وتفاعله مع المشهد الثقافي العربي وقديماً قيل: (خير الهدايا الكتب) . وبالله التوفيق،،