في ظل التحديات والأفكار المختلفة المشهودة يمكن اعتبار الفكر البشري ركيزة مهمة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور، ومقياساً لتقدّم الأمم وحضاراتها، والأمن الفكري يحتل مكانة مهمة وعظيمة وهو من أولويات المجتمع حيث تتكاتف وتتآزر جهود الاجهزة الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار، لذا جاءت قرارات الحكومات لتحقيق الاستقرار من خلال تعزيز الامن الفكري. ولهذا لابد من القيام بمهام كافة الاجهزة بأدوارها الملقاة على عاتقها على أن اولوية المسئولية على عاتق المجتمع اولا ولعل المهم في الامر هم ابناؤنا الطلاب والطالبات وحماية افكارهم، لذا جاءت أهمية تأسيس وزارة التعليم إدارة تعنى بقضايا الأمن الفكري، وعلى الرغم من التأخر في التأسيس إلا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لمجابهة الأفكار المنحرفة وترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع التعليمي لا سيّما بين الناشئة والشباب. واهمية الآثار الإيجابية التي ستسهم في ترسيخ وسطية الإسلام، وحماية الطلاب من أفكار الغلو والتطرف، وكافة الانحرافات الفكرية ولنعرف جميعا أنّ الشباب هم عماد الأمة، وحصنها المنيع – بعد الله تعالى – في الدفاع عن البلاد ضد أعدائها، لذلك فهم يحتاجون إلى تحصين؛ وتبصير من التيارات الهدَّامة، والفرق المنحرفة، ومن هنا تأتي أهمية الأمن الفكري في حماية النشء من الانجرار خلف الدعوات الزائفة والشعارات الكاذبة التي تهدف للتغرير بشباب الأمة وجعلهم وقوداً لمخططاتهم الخبيثة ومعول هدم لبلدانهم، ومن أهم تلك المؤسسات التي لها دور عظيم في توجيه شباب الأمة المؤسسات التعليمية، ومن هذا المنطلق غرد وزير التعليم بأنه وقع مع رئيس أمن الدولة مذكرة تعاون في مجال الأمن الفكري في التعليم؛ لبناء شراكة استراتيجية قائمة على التعاون والتكامل في المجالات الفكرية، والتنسيق في إدارتها، ومعالجتها، والتصدي معاً لأي مظاهر انحراف فكري؛ تعزيزاً للوعي، وتحقيقاً للقيم الإيجابية التي تمثل صورة المجتمع كذلك التوقيع مع وزير الثقافة مذكرة تعاون؛ للرفع من محتوى المجالات الثقافية ضمن مناهج وأنشطة التعليم، وتأسيس مرحلة جديدة لتعاون ثقافي طموح، ينطلق من التعليم؛ ترسيخاً للقيم الوطنية، وإعداداً لجيل واعد محب لوطنه محافظا عليه، وكل ذلك من اجل الجيل القادم الذي يعتمد عليه الوطن. وتلك جهود كبيرة يبذلها معالي الوزير من اجل التعليم حيث منذ توليه حقبة الوزارة وهو يعمل لتطوير الأداء والرقي في المخرجات وهذا يدل على اهتمام مملكتنا بفئة الطلاب.