في ظل فقدانه للأمل بالسيطرة على الأوضاع السياسية، وضعفه البائن من واقع لفظ الشارع له، بدأ التيار الإسلامي، ممثلاً في "حركة النهضة"، يبحث عن ذريعة يسبب بها الاضطراب في تونس، بعد ساعات قليلة من سقوط الحكومة التي شكلّتها "النهضة" وعدم منحها الثقة في البرلمان، إذ تحرك زعيم "حركة النهضة" راشد الغنوشي، ناحية داعم الإرهاب الأول الرئيس التركي أردوغان في زيارة غامضة أثارت الشكوك حول أهدافها، ومدى ارتباطها بالوضع الداخلي في البلاد والتطورات الأخيرة في ليبيا. وبدأ المراقبون بالتكهن حول مغزى استقبال أردوغان للغنوشي في قصر دولمة بإسطنبول، وعقد اجتماع مغلق معه، ضمن زيارة مفاجئة وغامضة لم يعلن عنها مسبقاً، ما جعل الأوساط السياسية والشعبية التونسية تنظر لهذا الاجتماع بكثير من التوجس، على ضوء المستجدات المحلية التي تستعد لتشكيل حكومة جديدة، وتعيش على وقع تراجع دور وتأثير "حركة النهضة" في المشهد السياسي، وكذلك الوضع الإقليمي خصوصا الأزمة الليبية التي تلعب أنقرة دوراً كبيراً في تأجيجها وتعميقها. واعتبروا أن الزيارة "استقواءً" بالخارج في وقت تتراجع فيه القوة الإخوانية سياسياً وشعبياً. فيما يرى أمين عام حزب "حركة مشروع تونس" محسن مرزوق، أن ذهاب رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى إسطنبول لمقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مباشرة بعد سقوط الحكومة، كما ذهب في مناسبات مماثلة، يؤكد مرة أخرى بما لا يدع مجالا للشك أن قرار حركة النهضة مرتبط بتوجيهات تركيا، معتبراً أن الغنوشي يمكن أن يذهب للقاء زعيمه التركي متى شاء ولكن بصفته الشخصية، أما صفة رئيس البرلمان المؤتمن على سيادة الشعب فهذا غير مقبول.