من رحم المعاناة، تولد أجمل الأقدار، هذا ما حدث مع لاعبة التزلج على الجليد، السعودية، رائعة العطاس، التي اكتشفت ميولها تجاه هذه الرياضة بعد تعرضها لحادث سيرٍ، أدخلها في حالة نفسية سيئة، وخوف من خوض أي نشاط رياضي، لكنها لم تلبث بقوة إرادتها أن تجاوزت هذا الأمر، وطورت من مهاراتها، وشاركت بعدد من البطولات المحلية والخارجية ليتم تعيينها مؤخراً مديرة قسم التزلج النسائي على الجليد والرول، في الرابطة السعودية لرياضه التزلج. "البلاد" التقت رائعة؛ للتعرف على أبعاد قصتها مع رياضة التزلج على الجليد. كم كان عمرك حينما بدأتِ رياضة التزلج؟ – كنت حينها في المرحلة المتوسطة، وأبلغ من العمر 12 عاماً. هل كان حب هذه الرياضة هو ما جعلك تتوجهين لها، أم هناك أسباب أخرى؟ – السبب هو تعرضي لحادث سير، عندما كنت في الصف السادس من المرحلة الابتدائية، فلزم الأمر حينها أن أن أضع مسامير في قدمي، بالإضافة إلى الكسور التي حصلت لي جراء الحادث، فعشت عاماً وأنا لا أبرح المنزل، لا رغبة لي بالخروج أو عمل أي شيء؛ بسبب نفسيتي السيئة، وخوفي الشديد من الوقوع، فأوضح لي الدكتور أنه باستطاعتي أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، بعدها أصبحت أمي تقوم كل نهاية أسبوع باصطحابي إلى إحدى صالات التزلج في مدينة جدة- رغماً عني؛ لكي أكسر حاجز الخوف الذي بداخلي، لكنني أمضيت فترة وأنا أرفض التزلج، وأجلس في مكاني مكتفيةً بالمشاهدة. كم استمرت حالة الخوف من التزلج التي بداخلك. وما الذي تغيّر؟ – استمرت حالة المشاهدة والخوف عندي فترة من الزمن؛ حتى قررت أن أدخل الصالة، وأتعلم- طالما أمي تصطحبني كل أسبوع رغماً عني- وعاهدت نفسي أن أتفوق على الجميع، وحدث ما طمحت له، فأصبحت الأفضل والأولى بين قريناتي من الفتيات المتدربات، وفي المرتبة الثالثة بين مجموعة الأولاد. هل استمررت على نفس هذا النشاط؟ – توقفت لفترة، عندما وصلت إلى المرحلة الثانوية؛ بسبب يأسي واحباطي لعدم وجود ملامح لأي مستقبل لرياضة التزلج على الجليد، وعدت إليها خلال فترة الجامعة، إلى أن تخرجت من قسم "أحياء دقيقة" ولله الحمد. هل اشتركت في بطولات؟ – نعم.. شاركت في معسكرات تدربيية للعبة الهوكي في أبوظبي والسويد، كما شاركت في بطوله زايد للهوكي للسيدات، وحققنا فيها المركز الأول. أنت أول سعودية تتولى إدارة قسم التزلج النسائي على الجليد والرول.. كيف كان وقع هذا القرار عليكِ؟ – بالفعل لا أستطيع أن أصف لك سعادتي بعد صدور هذا القرار، فقد شعرت بالفخر والشرف العظيم، وأن تعب السنين لم يضع هباءً. ما هو أول قرار اتخذتيه بعد تعيينك؟ – أصدرت في أول أسبوع من تعييني قرارًا بإنشاء أول فريق للرول بول في المملكة. فيما يتعلق برياضة هوكي الجليد.. ما هو هدفك؟ – أسعى من خلال لعبة التزلج على الجليد، أن ارفع نسبة الوعي تجاه هذه اللعبة، لأنني أرى أن هناك فتيات كثيرات يحببنها، لكن يشعرن بالخوف، لذلك أرغب في كسر حاجز الخوف لديهن. كما أهدف إلى خلق روح التنافس عن طريق إقامة المسابقات مستقبلاً، ولا يقتصر ذلك على رياضه الهوكي والرول بول، بل على رياضات أخرى ومختلفة. إلى من تتوجهين بالشكر عبر صحيفة "البلاد" ؟ – أشكر والدتي على دعمها لي منذ أن كنت صغيرة، وزوجي الذي ساندني عندما أصبحت كبيرة، وأيضاً مدربي حسين برهان، الذي أشرف على تدريبي.