رغم أن التدخل الإيراني والروسي في سوريا جاء لضمان بقاء الحليف"بشار الأسد" في السلطة للحفاظ على استمرار نفوذهما وتموضعهما على الجغرافية السورية، إلا أنه خلافًا لوحدة الهدف، تبدو مصالح الطرفين في البلد المنكوب بحرب داخلية دامية منذ أكثر من 8 أعوام متضاربة بسبب تدخل إيران وميليشياتها التي مارست أبشع الجرائم بحق الشعب السوري. والتنسيق الإيراني الروسي في سوريا هو ائتلاف أكثر منه تحالف، فرضته الظروف والخصوم المشتركين على الأرض في ظل حليف ضعيف"بشار الأسد" لا يملك من أمره شيئًا. فروسيا غير مرحبة بتمدد النفوذ الإيراني في سوريا وتعارض مشروع سكة الحديد الواصل بين إيرانوسوريا عبر العراق ليصل إلى ميناء اللاذقية، ويشكل الوجود الإيراني على البحر المتوسط مصدر قلق بالنسبة لروسيا التي تريد أن تكون صاحبة القوة الرئيسية على الساحل الشرقي للمتوسط، وهو ما يضمنه لها مرفأ طرطوس الذي إستأجرته لمدة 49 عامًا، ووجود إيران في اللاذقية يشكل قلقًا لروسيا التي تملك قاعدة عسكرية قريبة في حميميم، ما قد يعرّض قواتها للخطر في حال حدوث أي توتر كبير إلى جانب هذا، تفضل روسيا أن يكون مرفأ اللاذقية مع الصين بدلًا من إيران. نقطة أخرى قد تكون أيضا جزءًا من مسببات التوتر مرتبطة بالوجود العسكري الإيراني في سوريا من خلال فصائل محلية دربتها طهران، تكرر بها تجربة ميليشيا حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وبحسب المعلومات فإن عدد هذه الميليشيا يزيد عن 15 ألفًا وجرى تدريبها من خلال عناصر من الحرس الثوري الإيراني الدموي، وهذا ما يدق بالنسبة لروسيا ناقوس الخطر لأنه سيعني أن بقاء إيران في سوريا سيكون بلا سقف زمني مع بقاء النظام ضعيفا.