دخلت الانتفاضة العراقية مرحلة الاعتصامات المفتوحة في جميع المحافظات الجنوبية. وأغلق عدد من المتظاهرين أمس (الجمعة) حقل البزركان النفطي في محافظة ميسان، ومنعوا العاملين من الوصول إليه. كما أغلق معتصمون بوابة ميناء أم قصر في البصرة ووقفوا أمامها، مؤكدين استمرارهم بالاعتصام والتظاهر لحين تحقيق المطالب الشعبية. وأكدت مصادر أمنية موثوقة، صحة المعلومات التي تتحدث عن انسحاب قوات مكافحة الإرهاب من شوارع العاصمة بغداد لعدم الحاجة إلى انتشارها وعدم وجود أي تهديدات أمنية. وكانت منظمة العفو الدولية كشفت في تحقيق لها (الخميس) عن وجود إصابات مروعة وقاتلة تعرض لها المحتجون بسبب قنابل تشبه القنابل المسيلة للدموع، اخترقت الجماجم بشكل لم يسبق له مثيل. كما أكدت أن هذه القنابل يتم إطلاقها على المتظاهرين من أجل قتلهم وليس لتفريقهم. ودعت السلطات العراقية وشرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى في بغداد للتوقف فوراً عن استخدام هذا النوع من القنابل القاتلة، وأكدت تحقيقاتها أن هذه القنابل تسببت في مقتل خمسة محتجين على الأقل خلال أيام عدة. وتزن عبوات قنابل الغاز المسيل للدموع التي عادة ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم ما بين 25 و50 غراما، بحسب منظمة العفو، لكن تلك التي استخدمت في بغداد «تزن من 220 إلى 250 غراما»، وتكون قوتها «أكبر بعشر مرات» عندما يتم إطلاقها. من جهته، دعا المرجع الديني علي السيستاني، إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم، وجدد في خطبة (الجمعة) إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين. وشدد على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً: «ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم». ودعا إلى عدم إسالة الدماء وعدم السماح بانزلاق العراق إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب. وفسر مراقبون موقف السيستاني بأنه رد غير مباشر على المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي وصف المظاهرات ب«الشغب والفوضى».