احتشد الآلاف من المتظاهرين العراقيين، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، في مليونية "إسقاط النفوذ الإيراني"، أمس (الجمعة)، بالتزامن مع مظاهرات واسعة للجالية العراقية بالخارج؛ إذ يطالب المحتجون دول العالم بسحب جنسيتها من مسؤولين عراقيين وتجميد حساباتهم المصرفية، لأنها أموال نهبت من ميزانية العراق. وزلزلت هتافات "إيران برا" وسط بغداد، تعبيراً عن احتجاج المتظاهرين على السياسات الإيرانية وتدخلات نظام الملالي في الشؤون العراقية، إذ رفع المتظاهرون شعارات أخرى حملت عبارة "خامنئي عدونا الأول"، فيما ردد آخرون هتافات مناهضة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيات الحرس الثوري الإيراني. فيما قتلت مليشيات الملالي أكثر من 21 أشخاص وأصابت 974 شخصاً خلال تظاهرات بغداد أمس، وأحرق المتظاهرون مقار المليشيات الإيرانية في النجف وعدد من المدن. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، إنه "بحسب المعلومات الأولية، فإن المتظاهرين الإثنين أصيبا بقنابل مسيلة للدموع في الوجه، خصوصاً مع استخدام القوات الأمنية لوابل من تلك القنابل في تفريق آلاف المحتجين عند مداخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد. ورفع المحتجون شعارات كثيرة تدعو إلى إصلاح النظام السياسي، وتغيير قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات، ومحاسبة الفاسدين، كما يطالب البعض بإنهاء النظام السياسي برمته. وتزامنت الاحتجاجات التي عادت إلى الشارع العراقي مع حزمة إجراءات وقرارات اتخذها رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، غير أن مواطنين خرجوا ضد الفساد والسلطة في البلاد، وهتفوا ضد التدخلات الخارجية، لاسيما الإيرانية. فيما توجّه وزير الداخليّة ياسين الياسري، إلى ميدان التحرير، لكي يؤكّد للمتظاهرين أنّ قوّات الأمن منتشرة ل"حمايتهم"، بحسب السُلطات. من جهته، دعا المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، القوات الأمنية لحماية المتظاهرين، وضبط النفس. وشدد في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه ممثل المرجعية الدينية العليا على أهمية سلمية التظاهرات في العراق. واعتبر "أن الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود لإدارة البلد ينبغي أن يكون بالطرق السلمية".