هكذا راح محمود درويش كي يستقر في وطن بلا حقائب ..وان ينام للابد على قصاصات اشعاره البالية ..من منا لم يعرف درويش ..ذلكالمحمود لوطنه والعزف لمجد ناسه الطيبين في تتابع خطواته . لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ..هذا العنوان الذي سطره الشاعر محمود درويش أكثر قرباً لحالة الهلع التي أصيبت بها الأوساط الثقافية حال تأكيد خبر وفاته يوم أول أمس بالولاياتالمتحدة ..سيبدو هذا العنوان أقرب للكثيرين ممن عاصروا درويش وتعلموا منه . ففي لحظات مختلفة وعسيرة على الجميع سيبدو واضحاً أن المشهد العربي والعالمي خسر أحد أعمدة الشعر العربي، أحد الذين هندسوا بالشعر روائع النضال وتأسست على اثرهم مدرسة اسمها + شعراء المقاومة؛ . وبالأمس ودع العالم درويش " 31 مارس 9 - 1941 أغسطس " 2008 ، أحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن .وأحد أهم الذين ارتبط اسمهم بتطوير الشعر العربي الحديث . لكن درويش لم يمت ..بهذه العبارات قد يتأسى البعض وهم يفقدونه وينعونه، فالشاعر الذي ترجمت أشعاره إلى 22 لغة أصبحت قصائده بمثابة شعارات شعبية وأغانٍ من الذاكرة الفلسطينية .البحرين نعت درويش، فأسرة الأدباء والكتاب ذكرت بأن '' الحرب والحصار التي قتلت بعض الشعراء جسدا وقتلت البعض الآخر شعرا فجعلت منهم محاربين بالشعر، حتى هذه الحرب، واجهها درويش بحب الحياة وحياة الحب '' . عاشت الأوساط الإعلامية والأدبية يوم أمس حالة من القلق والترقب إثر إعلان خبر وفاة الشاعر محمود درويش على قناة الجزيرة الذي وافته المنية في الولاياتالمتحدة بعد اجرائه جراحة في القلب . ويأتي هذا الترقب وسط تضارب الأخبار والتصريحات الإعلامية، فقناة الجزيرة انفردت بالخبر العاجل على شريط الأخبار، وأعلنته رسميا في نشرة الثامنة، ولم تمض سوى دقائق حتى انهالت الرسائل النصية والبريدية لتؤكد الخبر، لكن ذلك ليس كل شيء . فوزيرة الثقافة الفلسطينية نفت ما أعلنته الجزيرة وقالت تهاني أبو دقة في اتصال مع رويترز '' انه ما زال يرقد في المستشفى وان وضعه حرج للغاية '' ، وهو ما أكده مصدر في وزارة الثقافة الفلسطينية . وأضاف المصدر '' أن شؤون الرئاسة الفلسطينية نفت رسمياً خبر الوفاة ولا تأكيدات نهائية '' ، لكن المصدر أكد أن درويش '' قد أصيب بانتكاسة بعد إجراء العملية، ومن المرجح أنه قد دخل في غيبوبة أو موت سريري ولكن ليست هناك تأكيدات بشأن الوفاة '' . من ناحية أخرى أفاد المصدر غادر مساء أمس الأراضي الفلسطينية كل من رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة وياسر عبدربه أمين السر إلى الولاياتالمتحدة للوقوف على أية تطورات قد تحدث . لكن بحلول الساعة التاسعة مساء وفيما الكل يترقب، لم تورد قناة الجزيرة في ملخصها قبل النشرة أية أخبار جديدة .ولم تمض سوى دقائق حتى أكدته مرة أخرى مستضيفة الشاعر فاروق جويده ناعياً درويش لتستمر موجة القلق مرة أخرى . قناة ال BBC نقلت عن إدارة مستشفى ميموريال هيرمان بتكساس '' أن وضع درويش دقيق بعد خضوعه للعملية، لكنه لا يزال على قيد الحياة '' ..طبيب متابع لحالة محمود درويش يؤكد نبأ وفاته وما هي إلا دقائق معدودة حتي أفاد عبد العزيز الشيباني، الطبيب المتابع لحالة درويش، إنه فارق الحياة بعد نزع أجهزة الإنعاش التي كانت تدعم مؤشراته الحيوية السبت، في الساعة السادسة و33 دقيقة تقريباً بتوقيت غرينتش .وقال شيباني، الذي كان يتحدث إلى محطة '' العربية '' الفضائية إن درويش شعر باقتراب أجله، وكان يدرك أن العملية قد ترتب له مضاعفات خطرة . لكن كل هذا التضارب لم يعد ممكناً الآن ..لقد تأكد الخبر بالفعل .