أشاد رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن بموافقة امير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، على اعتماد عنوان "واصل" في جميع تصاريح اسكان الحجاج، لتسهيل وصول القطاعات الخدمية الى تلك المساكن في حالات الطوارئ.وأوضح ان قرار امير منطقة مكةالمكرمة يأتي تتويجا لاعتماد العديد من الجهات الحكومية، ومنها الدوريات الأمنية، والمرور، والهلال الأحمر، وأمانة العاصمة المقدسة الاستفادة من العناوين البريدية التي توفرهاالمؤسسةضمن "خدمة واصل" في الاستدلال على المواقع داخل الاحياء السكنية بالمدن نظرا لدقتها وسهولة الوصول اليها. واستعرض رئيس مؤسسة البريد السعودي خلال لقائه مجموعة من كتاب الصحف المحلية في مقر المؤسسة.. بمنطقة مكةالمكرمة اخيرا التطورات التي شهدتها المؤسسة منذ العام 2005 حتى اليوم مشسيرا الى ان المؤسسة تعد اقدم ادارة حكومية على الاطلاق في المملكة العربية السعودية اذ يصل عمرها الان الى نحو 90 عاما وتعالج نحو بليون رسالة سنويا. ويعمل فيها نحو 10 الاف موظف وتدير 6 نقاط لتقديم الخدمات في جميع المناطق وهو ما يفوق انتشار ابرزها الاعتماد على المعالجة اليدوية في تسيير العمل وعدم وضوح العناوين داخل المدن والنظرة السلبية الى قطاع البريد وظهور ثورة الاتصالات التي ابعدت الناس عن البريد التقليدي مشددا على ان القائمين على المؤسسة وصلوا حينها الى قناعة باستحالة وصول معدل الرسائل المتداولة الى 25 رسالة لكل مواطن في ظل تلك الظروف. خطة استراتيجية وأوضح رئيس مؤسسة البريد السعودي ان المؤسسة شرعت في تنفيذ خطة استراتيجية ابتداء من العام 2005 هدفت من خلالها الى حل جميع المشاكل التي يعانيها قطاع البريد وتضمنت في مرحلتها الأولى تهيئة البنية التحتية واعادة هيكلة القطاع الاداري وهيكلة قطاع الخدمات وتحديث الاليات واعادة بناء القوى البشرية العاملة في المؤسسة مؤكدا ان المؤسسة تجاوزت هذه المرحلة بالكامل بعد ان شهدت المؤسسة تغييرات جذرية شملت جميع جوانب العمل. أما عن المرحلة الثانية من الخطة فأوضح رئيس مؤسسة البريد السعودي انها شملت البدء في تقديم الخدمات البريدية عبر القطاع الخاص والتجاري التابع للمؤسسة وتنظيم سوق الخدمات البريدية فيما تستهدف المرحلة الثالثة تخصيص كافة الخدمات البريدية المملوكة للمؤسسة وتحرير سوق الخدمات البريدية. وشدد الدكتور بنتن في حواره مع الكتاب الصحافيين على صعوبة التخلص من البريد التقليدي مستقبلاً بحجة دخول العالم عصر ثورة تقنية المعلومات لافتاً الى ان الشعب الامريكي الذي يعيش في احدى اكثر دول العالم تقدما تقنياً يتعامل مع البريد التقليدي بمعدل يصل الى 1300 رسالة للفرد الواحد سنويا منوهاً الى ان المؤسسات الحكومية في الدول الغربية لا تسلم الوثائق الحكومية لمواطنيها الا من طريق البريد وتجرم كل مواطن يقدم عنواناً خاطئا للجهات المختصة. ولفت الى ان خدمتي الحكومة والتجارة الالكترونية تعتمد كلياً على وجود نظام بريد فاعل في الدولة. العمود الفقري ووصف خدمة البريد ب "العمود الفقري" لكل بلد ومقياس رئيس من مقاييس قوتها الاقتصادية، مشيراً الى ان العديد من الجهات الحكومية بدأت في تقديخم خدماتها عن طريق البريد السعودي، ومن ذلك تجديد الرخص واستمارات ملكية المركبات وتسليم وثائق قبول الطلاب في بعض الجامعات الحكومية، متطلعاً الى تقديم المزيد من الخدمات العامة الى المواطنين والمقيمين عبر البريد السعودي وتفعيل استفادتهم في المقابل من تلك الخدمات. وتحدث رئيس مؤسسة البريد السعودي عن دور المؤسسة كمحور ل "الاتصالات الادارية" للأجهزة الحكومية معتبراً ما تحقق في هذا الجانب عملاً إبداعياً من منسوبي المؤسسة. ثقة المواطن وكشف الدكتور بنتن ان المؤسسة عملت خلال السنوات الاخيرة جاهدة لاستعادة الثقة الدولية الى جانب ثقة المواطنين في قطاع البريد بعد تدهور اوضاع هذا القطاع مستدلاً بأن المؤسسة بذلت جهوداً مضنية من أجل استعادة ثقة البنوك المحلية في التعامل معها، نتيجة حجم الرسائل المفقودة وبعض البنوك تعتمد حاليا اعتمادا مباشرا على التعاون مع البريد لايصال رسائلها. ولفت الى ان المؤسسة نجحت بعد تطبيقها لخطتها الاستراتيجية في تقليل نسبة البريد المعاد وتحسين عمليات الفرز وبناء خطط توزيع البريد بما يحقق دقة وسرعة الوصول الى العميل وتحسين مهل توجيه الارساليات لينخفض الى معدل 2.57 يوم وخفض المخالفات ونسبة الخطأ البشري. واستعرض رئيس مؤسسة البريد السعودي جهود المؤسسة في تطوير وتحديث البنية التحتية. بدءاً من ايجاد عنوان بريدي سهل، متجاوزة بذلك مشكلات الترقيم والتسمية التي تعانيها المدن السعودية وتباين اساليب امانات المناطق في تطبيقها، كما تناول مواصفات العنوان البريد الذي يشتمل على 4 أرقام خاصة بكل منزل، تضاف اليها 5 أرقام للرمز البريدي. واشار الدكتور بنتن الى ان المؤسسة واجهت تحديات كبيرة في اقناع جهات حكومية عدة بأهمية اعتماد العنونة البريدية، الى ان تم اقراره اخيرا ك(عنوان وطني) يشكل نظاما وطنيا معياريا للعنونة، يستفاد منه في أنظمة الأمن والطوارئ والدفاع المدني والهلال الاحمر. واوضح ان نظام العنونة يعتمد على التقسيم المتوالي لكامل مساحة المملكة الى مناطق بريدية، ثم تقسم كل منطقة الى قطاعات، ويقسم كل قطاع منها الى فروع، ثم يقسم كل فرع الى اقسام اصغر، ثم يقسم كل قسم الى مربعات بريدية، لتكوّن هذه المتوالية الرمز البريدي المكون من خمس خانات تدل على رقم المربع، والقسم، والفرع، والقطاع، والمنطقة، مشيرا الى دقة الاستدلال على العناوين البريدية بهامش خطأ لا يزيد على كيلومتر واحد فقط. ولفت الدكتور بنتن الى وجود 37051 رمزا بريديا في السعودية، مؤكدا ان الرمز البريدي يعد اداة تخطيطية الكترونية قوية للدولة، تمكنها من اعداد الدراسات عن حجم الخدمات المطلوبة في جميع المناطق السكنية مستقبلا. واشار الى ان شركات استثمارية تولت تركيب تلك الصناديق مقابل استفادتها لاحقا من تقديم خدمة البريد الدعائي بالتعاون مع المؤسسة، منوها الى ان التعديات التي تعرضت لها الصناديق البريدية سببها افتقاد المجتمع الى الوعي الثقافي بأهمية خدمة البريد. وأوضح ان عدد صناديق (واصل) التي تم تركيبها وصل الى 3 ملايين صندوق، لافتا الى ان موضوع الصنادق والتعديات التي تعرضت لها أخذ أكبر من حجمه اعلاميا واجتماعيا، مشددا على ان اهتمام الجميع انصب على الصناديق نفسها، ولم يتجاوزها الى الخدمات المتميزة التي تقدمها المؤسسة. وكشف ان المؤسسة قسمت اعمالها الى قطاعات عدة تمهيدا لخصخصة كل قطاع على حدة، وشملت الهيكلة الجديدة انشاء قطاعات التوزيع والنقل والبريد الدعائي، والمكاتب الأمامية، والخدمات المالية، وادارة واستثمار الممتلكات، والبريد الممتاز، وتقنية المعلومات، والمعالجة البريدية. واستعرض الدكتور بنتن الخدمات التي تقدمها المؤسسة، ومنها خدمة المحدد الملاحي، وعنواني في امريكا، و(صادر واصل) وخليجي اكسبريس، والنيل اكسبريس، وجامعي، والبريد الدعائي، وغيرها من الخدمات المتميزة. كما استعرض حجم التطوير في العنصر البشري والآلي، وتغيير نظرة الموظف الى المستفيد من الخدمة من (مراجع) الى (عميل) تمشيا مع تحول المؤسسة من آليات العمل الحكومي الى التجاري. وانتقد الكتاب الصحافيين الذين شاركوا في اللقاء مع الدكتور بنتن ضعف جهود المؤسسة في التعريف بخدماتها والتي وصفوها ب(المتميزة) خصوصا ان الاغلبية العظمى من المواطنين السعوديين لا يدركون حجم التطور الذي شهدته خدمات المؤسسة المتميزة، فيما وعد رئيس بأن يبذل البريد السعودي جهودا كبيرة في هذا الجانب، خصوصا وأنها تطمح الى رفع عدد المشتركين في خدماتها بنسب كبيرة.