عاد الأمير منصور بن مشعل للأهلي بعد ست عشرة عاما من الغياب، واستبشرت جماهير النادي بهذه العودة وخاصة بعد ابتعاد الأمير خالد بن عبد الله، عن الوسط الرياضي، ورحيل الأمير محمد العبد الله – رحمة الله عليه. الأمير منصور عاد من الباب الواسع ومن خلال التصريحات الإعلامية؛ بداية من الترشح لكرسي الرئاسة وميزانية مائة مليون ريال، إلى مهر آسيا وفريق يحرق الأرض واللاعب العالمي . ومنذ ظهر – أبو وائل – في المشهد الأهلاوي مجددا لم يترك أي وسيلة ومن وسائل التواصل الاجتماعي ولم يظهر عبرها ويصرح ويعد . الكل يقدر عشق ومحبه أبو وائل للأهلي. ولكن هل كل هذا التصريحات الإعلامية والوعود.. هل هي كافية لصناعة فريق قوي يحرث الملعب طولا وعرضا ويحصد البطولات ويروى عطش عشاقه ؟ البداية جاءت مخيبه للآمال الأهلاوية وودع الفريق دوري أبطال آسيا أمام الهلال – بمجموع الذهاب والإياب – وداعية كانت حزينة على كل أهلاوي بعد حلم الصيف الذي حلمه الصغير الأهلاوي قبل الكبير. طبعا هو حلم مبني على الوعود والتصريحات الإعلامية الرنانة وليس عن خطة عمل وقرار . وعلى أرض الملعب كان الأهلي في مباراة الهلال الآسيوية فريقا هشا يسهل تجاوزه بسهولة، وهو ما فعله الزعيم الهلالي بأقل مجهود برغم تقدم الملكي الأهلاوي في مباراة الذهاب مرتين ؟ وجاءت افتتاحية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أمام العدالة – الوافد الجديد – على ملعب الجوهرة، في مباراة الجولة الأولي والتي انتهت بالتعادل الايجابي بهدف لمثله، بمثابة البركان الخامد الذي انفجر أمام الأمير منصور، قائد المرحلة الأهلاوية الحالية . بلا شك، أن هنالك أخطاء جسيمة، وقع فيها الأمير منصور، وفريق العمل معه، أدت لظهور الفريق بهذه الصورة السيئة وتكمن الأخطاء في التالي : أولا : ترؤس الأمير منصور الإشراف العام على الفريق، كان أكبر الأخطاء التي ارتكبها . ثانيا : تعيين من لا يمتلك أي خبرات سابقة لإدارة فريق جماهيري بحجم النادي الأهلي . ثالثا : السيد برانكو أو الخبير أو الداهية كما كان يطلق عليه جمهور الأهلي بعد إعلان التعاقد معه ، برانكو درب نادي الاتفاق قبل 12 عاما ويبلغ من العمر فوق 60 عاماً ما الذي سيضيفه للفريق الاهلاوي ؟ السيد برانكو عرف عنه أنه يتعمد في منهجة التدريبي على إغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة كما كان ينتهجها مع الاتفاق سابقا، وهل تتذكرون طيب الذكر – البرنس تاجو . السيد برانكو عندما تعاقد مع الاهلي وجد أمامه مشكلة كبيرة، وهي وجود مهاجمين مميزين ولابد أن يلعب بهما سويا وإلا ستكون ردة الفعل الجماهيرية عنيفة في حال التعثر- وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك . وعندما خسر الأهلي بتواجد السومه وديجانيني معا في مباراة الهلال – ذهابا – اضطر الخبير الصربي بالعودة الي طريقته ومنهجة التدريبي السابق واللعب بمهاجم واحد – ديجانيني – وبقاء السومه احتياطيا في مباراتي – الهلال والعدالة- فكانت ردة الفعل قوية من السومة أولا ومن ثم الجماهير العاشقة للسومة التي طالبت بإقالة برانكو . – يا هي ورطة . فعلى المستوى الشخصي أتمنى أن يبقى برانكو مدربا للفريق ولكن الحساسة السادسة تقول غير ذلك، وأن العلاقة بين المدرب والأهلي لن تمضى بعيدا . عموما نحن في بداية موسم رياضي وعلى الأمير منصور إذا ما أراد النجاح والمنافسة على الدوري وكأس الملك أن يسارع بتدارك الوضع قبل أن تكبر كرة الثلج ويسارع بالعمل على إصلاح مكامن الخلل، ويعيد ترتيب أوراق الفريق ووضع النقاط فوق الحروف وأن التعاقد مع الظهير البرازيلي لوكاس ليما هي بداية التصحيح وعلى الجماهير الأهلاوية أن تمنح الجهاز المشرف فرصة لتصحيح الأخطاء والعمل على تلافيها وبعد ذلك تحاسبها . رسائل مبعثرة : ما تراه في حياتك الآن ليس إلا انعكاسا لما فعلته في الماضي .