في نهايات موسم الحج من كل عام، تشهد الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، بالإضافة إلى جدة كثافة عالية للحجاج ، وعادة ما يصاب البعض بالأنفلونزا، ويتعرض آخرون لعدواها وأعراضها المعروفة وحتى يمكن تجنبها واتباع الإرشادات الصحية والوقائية المناسبة ، قامت " البلاد " باستطلاع آراء ونصائح عدد من المختصين والأطباء : في البداية، تحدث الصيدلي سراج حلواني من منسوبي صحة الطائف سابقاً فقال : أمراض مابعد الحج ، تتمثل في خمسة أعراض هي : آلام في الرأس نتيجة المجهود الذي يبذله الحاج خلال تأدية الفريضة، وسيلان الأنف وأعراض الأنفلونزا بشكل عام؛ نتيجة الازدحام خلال رمي الجمرات والطواف والسعي، واختلال في عادات النوم ، وآلام في الأطراف والعضلات بشكل عام؛ نتيجة الإجهاد والمشي خلال أداء الفريضة ، تحول البشرة للون الداكن نتيجة التعرض لأشعة الشمس ، وكلها أعراض تزول، بإذن الله، دون الحاجة إلى تناول الأدوية إلا القليل منها، مثل تناول المسكنات، ويجب وضع الكمامات علي الأنف لكي لاتنتقل فيروسات الانفلونزا للآخرين عند العطس، كما أنه يجب أخذ قسط وافر من الراحه بعد الانتهاء من أداء الفريضة ويجب الاعتناء بغسيل اليدين بشكل جيد ومستمر. كما يجب الاهتمام بنظافة الجسم والملابس بشكل مستمر، وفي حال استمرار هذه الأعراض لأمراض الحج، يجب مراجعة الطبيب ليصف الأدوية المناسبة ، أيضا ضرورة الحذر من انفلونزا ما بعد الحج لإمكان انتقالها من شخص لآخر بسبب الزحام أو الأماكن المغلقة. من جانبه، قال الدكتور نصوح نوفل النبريص ، عضو فريق البرنامج الوطني للتطعيم بلقاح الإنفلونزا الموسمية بإدارة الصحة العامة بجدة سابقا : الأمراض التنفسية من أكثر أمراض الحج شيوعاً، و تنجم عادة عن الجراثيم والفيروسات من خلال العدوى بها من طريق الرذاذ المتطاير مع السعال أو العطاس وبشكل عام تعد التهابات الجهاز التنفسي السفلي (التهاب الرئة) هي أقل شيوعاً من مشاكل الجهاز التنفسي العلوي؛ كالزكام ونزلات البرد، لكنها الأكثر خطورة منها النِّزلات المعوية ، وهي حالات تصيب القناة الهضمية وتؤدي إلى غثيان أو قئ أو إسهال. وتحدث بسبب جراثيم أو فيروسات تنتقل عبر الطعام أو الشراب الملوثين مثل النزلات المعوية الفيروسية، ويعود ذلك إلى التعرض لدرجات حرارة مرتفعة خلال أداء مناسك الحج والعمرة؛ كضربات الشمس والإجهاد الحراري. ويضيف : على ضوء هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب قبل الحج أو العمرة لأخذ التطعيمات أو اللقاحات الضرورية، وهي التطعيم الرباعي ضد الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية قبل الحج بعشرة أيام على الأقل. أمراض الحج هناك الكثير من الأمراض التي تنتشر أثناء موسم الحج والعمرة لاسيما الإنفلونزا ونزلات البرد والتسمم الغذائي وضربات الشمس والإنهاك الحراري ، ويمكن الوقاية منها إذا التزم الحاج بالإجراءات الوقاية الصحية. تقوية المناعة وفي سياق متصل، أكد استشاري أول العيون بمستشفى الحبيب الطبي، الدكتور زكريا آل فيصل : الفيروسات والبكتيريا ضدان، وقصة الجراثيم والمناعة طويلة، ودائما المناعة والمقاومة تضعف بتغير المناخ والجهد والمشقة وقلة النوم، وكل هذا موجود خلال موسم الحج الذي يتطلب قدرة واستطاعة بدنية، لذا يبقى الجسم يقاوم عن طريق جهاز المناعة المعقد، لكن قد يصاب الشخص بالفيروس الذي يتسلل رويدا رويدا ويهاجم الأغشية المخاطية أينما كانت في الأنف والحلق والجهاز التنفسي والعيون وهلم جرا، ويجعل الخلايا تعمل لصالحه، بعكس البكتيريا اللتي تهاجم بعنف وبذلك تستقطب وتحفز جهاز المناعة بقوة، فيرد عليها بنفس القوة ولذلك ترتفع حرارة الجسم أعلى من الالتهاب الفيروسي ، وهناك المئات من أشكال والوان الفيروسات ، وبعضها يكون خفيفا ويودع الجسم خلال أيام ، والبعض الآخر يبقى في العقد العصبية لفترات طويلة مثل فيروس DNA…ADENO VIRUS كما تتغير وتتحور فيروسات الأنفلونزا مع تغير المناخ والأمطار ، وأحيانا يهيئ الفيروس المكان للبكتيريا ويعملان معا ، وكما تعلمون ليس هناك علاج مباشر للفيروسات مثل البكتيريا والمضادات الحيوية لها بالمرصاد ، لذا ضرورة اتباع السبل التي تساعد على التخلص من الفيروسات بتهيئة الجو وتناول (فيتامين سي) وخافضات الحرارة والبعد عن تيارات الهواء المتقلبة من باب حار وآخر بارد والبعد عن الطعام الدسم. سرعة العلاج وحول الوقاية أيضا، يوضح الدكتور عمرو شلبي أخصائي الباطنية ، أن الانفلونزا متلازمة مشهورة بعد كل حج أو تجمعات كبيرة و زحام ، ونتيجة للتعرض لاختلافات بدرجات الحرارة من طقس حار و تكييف مما يجعل الجسم عرضة سهلة للإصابة بأنفلونزا متعددة الأعراض، لكنها، والحمد لله، بسيطة النتائج، وتختفي مع العلاجات البسيطة في معظمها ومن الأعراض : الوهن والتعب والكسل، انقباضات وآلام العضلات والأطراف، ألم الرأس، تحول البشرة لداكنة، سيلان الأنف،اختلال عادات النوم،سعال متكرر. وأشار الدكتور عمرو إلى أن تلك الأعراض تتضح من الانكشاف المتواصل لحرارة الشمس، والنشاط المكثف دون اكتساب لياقة سابقة، وكذلك التعرض للملوثات وفيروسات الزكام والأنفلونزا، وسرعان ما تزول هذه الأعراض مع مرور الوقت، وكذلك من خلال الراحة وتناول المسكنات، ولا داعي إطلاقا للخوف المفرط جراء هذه الظواهر المرضية و ننصح دائما بأخذ تطعيم الأنفلونزا قبل الحج بمدة كافية لتقليل الأعراض، وعدم الإصابة بكامل مرض الأنفلونزا، وعمل استعداد لمناعة الجسم بشكل مناسب ، مع الأخذ باحتياطات السلامة العامة من استعمال المناديل و طريقة السعال، و عدم الاختلاط في حال الإصابة بالإنفلونزا، ونتمنى الصحة و العافية للجميع. وأوضح الدكتور محمود الغلبان أخصائي الباطنية ومدير مركز طبي بجدة، أن الفيروس ميكروب صغير ضعيف لا يمكنه العيش خارج الجسد البشري دقائق معدودة ومع هذا يمثل أرقاً وإزعاجاً وخطرا على الإنسان، قد يصل مداه إلى ماهو أخطر من إصابة بسيطة كما تتعدد أشكاله وأنواعه مابين الخطير والمتوسط والضعيف، ولكن الذي يعنينا اليوم في حديثنا، هو فيروس الأنفلونزا بمناسبة موسم الحج والذي يمثل واحدا من أعلى الفيروسات انتشارا في عالمنا الواسع، والسبب الرئيسي في انتشاره هو الزحام والتجمع مثلما هو الحال في الحشود الكبيرة في الحج ، ومشكلة فيروس الأنفلونزا هو أنه يتحور ويتغير في شكله بصفة مستمرة، وهذا ما يجعل الأبحاث غير قادرة علي السيطرة عليه أو تصنيع مصل مضاد له على الدوام. ورغم كل التطعيمات والتحصينات ، يصعب القضاء علي هذا الفيروس ومنعه من حدوث الإصابة ، حيث يأخذ فترة حضانة ثم يصيب الإنسان وتظل الأعراض ملازمة للمريض عدة أيام، وقد تصل إلى مضاعفات في الجهاز التنفسي والرئوي، ما يمثل خطورة على حياة الإنسان فلا يعتقد البعض ان انتهاء موسم الحج يعني انتهاء وجود المرض أو انعدام احتمالية الإصابة به، فلا بد من الحيطة والحذر والبعد عن أماكن الزحام ومشورة الطبيب لتجنب الإصابة ، والحرص على الشفاء السريع دون مضاعفات، بإذن الله . وأضاف : إن أعراض الإصابة بالفيروس من مراحله البسيطة، تبدو في ارتفاع درجة الحرارة وسعال وزكام وآلام في العظام حتى مرحلة التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي وما الى ذلك من مضاعفات أشد خطورة، فالأعراض البسيطة لا تحتاج إلا إلى السوائل والمسكنات وبعض الأدوية البسيطة المعالجة للأعراض لكن لو تطور الأمر إلى الالتهاب الرئوي خاصة، عند الفئات العمرية المتقدمة في السن والمصابة بالأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وأمراض القلب ونقص المناعة ، فيجب توخي الحذر ومراجعة الطبيب على الفور مع مراعاة احتمال الإصابة بعد انتهاء موسم الحج بمدة تصل إلى أسابيع، وهذا مالا يدركه كثيرون من الناس.