ثمة انقسامات وانشقاقات خرجت من الخفاء إلى العلن، لتظهر حجم الصدع الذي لحق بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، في ظل الاستقالات المتتالية لأعضائه، وحتى من مؤسسيه، في واحدة من أكثر الضربات إيلاماً لأردوغان الذي يجد نفسه في مواجهة جبهة يشكلها هذه المرة رفاق درب الأمس. إذ أعلن نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان، عبر تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر، بدء العمل من أجل تأسيس حزب جديد، سيكون مناهضا للعدالة والتنمية الحاكم. ووفقاً لموقع صحيفة “ديكن” المعارضة، جاءت رسالة باباجان لتهنئة الأتراك بقدوم عيد الأضحى المبارك، وأعلن من خلالها في ذات الوقت بدء العمل لتأسيس حزبه، إلى جانب كشفه عن جزء من رؤيته المستقبلية للأوضاع السياسية التي تشهدها تركيا. وقال باباجان، في رسالته: “لقد بدأنا الأعمال التي تتعلق بالحزب الجديد، في فترة يشهد فيها العام تخريب التيارات الشعبوية للقيم والمبادئ العالمية، فضلا عن المخاطر المحدقة بالاستقرار المالي والاقتصادي”. وتابع: “أصبح هناك ضرورة ملحة من أجل وطننا تتطلب تحقيق أعلى المعايير المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات، والعمل بإصرار من أجل ديمقراطية متقدمة، والدفاع بلا هوادة عن مبدأ سيادة القانون، وتطبيق سياسة الاقتصاد الذي يعتمد على مؤسسات طيبة السمعة والقوانين، وإظهار إرادة قوية في حماية البيئة”. وكان علي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق قد دفع في يوليو الماضي باستقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يعتبر أحد مؤسسيه، بعد 18 عاما على عضويته به. وجاءت الاستقالة مؤكدة لما شهدته الأروقة السياسية خلال الأشهر الماضية من تكهنات وإرهاصات حول اعتزام باباجان التوجه لتأسيس حزب جديد مع رئيس الجمهورية السابق عبدالله جول. وكان باباجان واحدا من الذين قاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس 2001، ومنذ ذلك الحين وحتى استقالته تقلد العديد من المناصب داخل الحزب، وفي عدد من الحكومات التي تعاقبت على السلطة، إذ سبق له أن حمل حقيبتي الخارجية والاقتصاد، فضلا عن توليه منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.