تصوير - إبراهيم بركات .. تحدث معالي الدكتور غازي القصيبي وزير العمل حديثا مفعما من القلب امام شباب الاعمال في جدة في يوم الضيافة السعودي الثاني بحضور معالي الدكتور علي العفيص محافظ التدريب المهني ووسط حضور كثير من اعضاء مجلس الادارة بغرفة جدة محمد عبدالقادر الفضل رئيس الغرفة وأمينها العام مصطفى صبري وبحضور رئيس غرفة جدة السابق الاستاذ صالح التركي تحدث الوزير القصيبي موجها حديثه لشباب الاعمال في جدة وهو في أحد المطاعم الشهيرة في شمال جدة وقال لا يشرفني رداء البسه بعد رداء التقوى سوى رداء العمل هذا، ولا اعتز بشيء اعتمره بعد العقال السعودي كما اعتز بطاقية العمل التي ارتديها اليوم، ولا اسعد في وجودى في مجمع من الوجهاء والاعيان والكبراء والادباء والشعراء كما اسعد بوجودي في مجتمع من الشباب السعودي العامل الطامح، وهذه ليلة سعيدة تجمعني بالشباب الطامح الذي ارى فيه أمل الغد، وأمل الدولة السعودية الناهضة، وصدقوني انه لن يكون هناك غد ولن يكون هناك املا الا اذا شمر كل واحد منا عن ثيابه وبدأ يعمل دون أدنى اهتمام بالتقاليد البالية التي طالما وقفت حجر عثرة في طريق مستقبله.. ان العمل شرف "ولا يوجد عمل دوني" يوجد عمل محرم وعمل حلال، وكل عمل حلال هو عمل شرف واذا كنا نعتز بالاسلام ونفتخر بسيدنا محمد رسول الله سيد البشر سيد بني آدم، فخليق بنا ان نجعله اسوة حسنة لنا في كل تصرفاتنا وكما قال بعضكم كان عليه الصلاة والسلام يرعى غنم قومه بدريهمات وكان يعمل بيديه في حرفة أهله ويقوم بالاعمال المنزلية التي اكثرنا الآن يستنكف منها وكانت تأخذ بيده الامة فيتبعها حتى يدلها على الطريق وكان في بناء المسجد النبوي يحمل الاحجار بيديه الكريمتين وكان في بناء الخندق من اول الذين ساهموا بيده في بناء الخندق ولم يقل انه القائد الأعلى للمسلمين بل سبق الصحابة في حمل الاحجار وبناء الخندق وكان يعمل معهم كأحدهم. وهو الذي امرنا بأن يكون أجيرنا شريكا لنا في لبسنا وفي ثيابنا وفي الحالات القليلة التي تجاوز فيها بعض الصحابة امرهم فورا بأن يعتق كل واحد منهم العبد الذي اساء معاملته. واضاف معاليه قائلاً: اريد أن انعي اليكم التقاليد البالية واعتقد ان التقاليد البالية قد ماتت ولكن احدا لن يخبرها انها قد ماتت ولذلك فهي ما زالت تقاوم وانما تقاوم بنفسها الاخير انني ارى الشباب والشابات في كل مجال وفي كل موقع يتدافعون بحماسة دون النظر إلى الالسنة التي لا تدفن سوى الندم. هناك قوم قال عنهم طه حسين: لا يعملون ويؤذي نفوسهم ان يعمل الناس. هناك بالفعل اعداء للنجاح اعداء للعمل اعداء للتنمية واعداء للتقدم ولكن الغالبية الساحقة من الناس بفطرتها النقية وايمانها النقي تدرك ان العمل شرف.. والشرف عمل وتدرك ان طريق المستقبل يحتاج إلى صبر وجهاد وكم اتمنى من اخوتنا في الاعلام وهم معنا الليلة ان يركزوا على قصص النجاح الكثيرة، بدلا من ان يركزوا على قصص الاحباط القليلة وانني اشكر لاحدى صحفنا المحلية التي نشرت تحقيقا عن مجموعة من الشباب في مهنة الضيافة بدأوا صغار وترقى في موقعه الى ان تزوج وانجب وان يعيش حياة سعيدة وهذه القصص مضيئة في كل مكان يجب ان نركز عليها "اضواء" وسوف يبقى دائما سلبيون او ما نسميهم (عواجيز الفرح) هؤلاء الشكاءون البكاءون المتذمرون دوما سيظلون معنا ولكن يجب الا نسمح لهم ان يسيروا وتيرة الحياة فالحياة تمضي لابنائها العاملين والعاملات، واستطرد قائلا: جميع رجال الاعمال الكبار في المملكة بدأوا من الصفر واسماؤهم تحمل اصولهم العصامية.. قال زميلي الشاب ان الشباب فيهم الخير وانا اقول ان رجال الاعمال السعوديين فيهم الخير فاذا اجتمع اهل الخير في تحالف وطني فليس لاهل الشر اهل ثقافة العيب اهل ثقافة الدونية اهل التقاليد البالية الا ان يفسحوا الطريق امام المستقبل انني استشرف في هذا الوطن مستقبلا مشرقا بعمل ابنائه وبناته مشرقاً بابداعاتهم ومشرقاً بانجازاتهم فهذا الجيل يأخذ زمام اموره ويشق طريقه بنفسه معتمدا بعد الله على نفسه وان البشائر في كل مكان وقبل عشرين سنة وانا انزل في نزل معين في جدة لم يكن فيه شاب سعودي واحد يعمل في الضيافة وفي هذه الليلة سألت عن عدد السعوديين العاملين في الضيافة في النزل الذي اقيم فيه فتبين لي انها بين 65 الى 70 بالمائة وهذه الصورة تتكرر في كل مكان واتمنى ان يحصل على وقت معين لنعرب فيه لمن يقومون بخدمتنا عن تقديرنا مهما كان هذا التقدير رمزيا قد يكون ساعة او شهادة خدمة ويجب ان نعبر عن تقديرنا لمن يقضون العام في خدمتنا فكل منا خادم.. وكل منا مخدوم ويقول الشاعر: والناس للناس من بدو وحاضرة بعضٌ لبعض وإن لم يشعروا خدم فالبشر بين خادم.. ومخدوم ولا يوجد فرق بين الخادم والمخدوم الا بالتقوى وهذا ما علمنا اياه قرآننا الكريم وتلقينا من نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا ما عرفناه من ابائنا واجدادنا. وقد اشتمل برنامج الحفل الذي حضره الدكتور غازي القصيبي كلمة للاستاذ خالد بن فهد الحارثي رئيس لجنة الضيافة بغرفة جدة وكلمة للدكتورة نادية محمد صالح باعشن مدير عام المسؤولية الاجتماعية بدلة البركة وكلمة الدكتور ياسين عبدالرحمن الجفري عميد كلية سلطان للسياحة وكلمة للاستاذ محمد عبدالقادر الفضل رئيس غرفة جدة وكلمة للاستاذ وليد بن محمد بن محفوظ رئيس مجلس ادارة شركة ترفيه العربية المحدودة.