متى كانت آخر مرة حاولت فيها أن تحصل على قسط من الراحة..؟ ليس المقصود بتلك الراحة أن تتمدد على فراشك بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق، في حجرتك المعتدلة البرودة، على ضوء المصباح الكائن بالقرب منك، في هدوء تام لا تسمع فيه غير صوت التكييف الهامس.. ثم تفيق بعدها بصداع، نتيجة لاختيارك توقيتا خاطئا للنوم في منتصف اليوم، أو لأنك ترغب في قضاء بقية النوم مع صحبة تروقك، سواءً كانت أسرتك أو أصدقاءك، أو بين بعض التقارير العالقة من مشروع انتهيت منه أثناء الدوام الرسمي، ولم يكفي الوقت لرفع التقارير – وهنا انصحك نصيحة مجرّب.. لا تحمل العمل معك إلى المنزل- إنما قصدت راحة بمعناها الحقيقي، لا تضطر بعدها للذهاب للعمل في اليوم التالي، أو حتى بعد الإجازة الأسبوعية، راحة تنسيك من أنت وماذا تفعل وكيف كنت..! بمعنى آخر.. فقدان للذاكرة مؤقت. في بعض الأحيان لا تكون تلك المساحة التي أخبركم عنها بمحض إرادتنا، بل تصبح قرارا يتولى اتخاذه طرف آخر، ربما بدافع شعوره بالشفقة على حالنا وبما نحتاجه لأنفسنا، أو أنه بدافع شخصي يخصه هو ويخص مصلحته الشخصية لا أكثر، وهذا هو الأرجح. في الأخير هي فسحة من العمر.. كان لابد من اتخاذها طوعاً أو بالإكراه، ولأننا جبلنا على التفكير دائما في ماذا سنفعل غداً نتيجة للصراع من أجل البقاء الذي يمارسه أغلبنا، فحتى تلك الفسحة يشغلنا التفكير في كيف سنقضيها، ونقوم بوضع جدول أعمال لها حتى نشعر أننا قضيناها بالطريقة الصحيحة، ولم نهدر منها شيء. ما المانع في إحداث بعض الفوضى من الحين للآخر.. ما المانع في أن نترك الوقت يأخذ مجراه دون النظر لعقارب الساعة أو ورقة التقويم الموضوعة بعناية في مكان ظاهر للجميع.. ما المانع في أن نعيش اللحظة بالمعنى الحقيقي لهذه الجملة..؟ قد لا تتاح تلك الفسحة التي نعيشها في كل ربع سنوي من العام، فنحن لا نعلم كم ربعاً سنوياً سيمر علينا في السنوات القادمة.. نكون فيه على كوكب الأرض خذ فسحة العمر هذه ودع التفكير جانباً، فعادة وقت الفسحة لا يكون طويلاً.. للتواصل على تويتر وفيس بوك