شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على ان طهران تلعب بالنار، وذلك بعدما قالت إنها تجاوزت حد مخزون اليورانيوم المخصب المسموح لها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في 2015. وقال ترامب في رده على سؤال احد الصحفيين عما إذا كانت لديه رسالة لإيران، إن بلاده لن تسمح لطهران بتطوير أسلحة نووية. وكان البيت الأبيض، قد اصدر بيانا أكد أن إيران كانت تخصّب اليورانيوم تحت أعين إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ويأتي بيان البيت الأبيض بعد ساعات من إعلان الأخيرة انتهاكها شروط الاتفاق النووي الذي وقعته عام 2015 مع القوى الكبرى، وتهديدها بأن تصل إلى إنتاج يورانيوم أعلى تخصيبا يمكن استخدامه لإنتاج سلاح نووي. وقال البيان: “اتخذ النظام الإيراني إجراء اليوم بزيادة تخصيب اليورانيوم. كان من الخطأ، بموجب الاتفاق النووي الإيراني، السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أي مستوى. هناك شك قليل في أنه حتى قبل وجود الاتفاق، كانت إيران تنتهك شروطه”. كما تعهد البيت الأبيض بمواصلة تطبيق سياسة “الضغوط القصوى” على إيران لضمان عدم حصولها على أسلحة نووية أبدا، تماما مثلما تراجع عما سماه “خطأ” الإدارة السابقة. في غضون ذلك وأعربت ألمانيا وبريطانيا في وقت سابق عن قلقهما إزاء تخصيب إيران لليورانيوم بحد فوق المسموح لها في إطار الاتفاق النووي، وطالبتا إيران بضرورة الالتزام بالحد المسموح. وأعرب وزير الخارجية البريطاني جيريمى هنت عن قلق بلاده من إعلان إيران التراجع عن التزاماتها النووية بزيادة معدل تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به. وقال “هنت” إنه يشعر “بقلق شديد” بعدما قالت إيران إنها جمعت مخزوناً من اليورانيوم المخصب أكثر مما يسمح به الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015، مطالباً طهران بالامتثال لبنود الاتفاق النووي. بدورها حذرت فرنسا النظام الإيراني من تماديه في نقض العهود والمواثيق الدولية، وطالبت باريسإيران بالعدول عن الخطوة وأي إجراءات أخرى تجعل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 موضع شك. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان إيران للعدول عن هذه الزيادة دون تأخير وتفادي كل الإجراءات الإضافية التي تجعل التزاماتها النووية في موضع شك. من جانبها، قالت روسيا، إن إعلان إيران تجاوزها السقف المحدد لمخزوناتها من اليورانيوم المخصب يدعو إلى “الأسف”. وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه إزاء إعلان إيران الأخير بتخطي الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم. وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام يشعر بالقلق إزاء انتهاك إيران لجزء من الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015 وحثها على مواصلة التقيد بجميع التزاماتها النووية بموجب الاتفاق. ويفرض الاتفاق النووي قيودا على كل من حجم اليورانيوم الذي يمكن لإيران امتلاكه ودرجة نقاء تلك المخزونات، وهي قيود تستهدف إطالة المدة التي تحتاجها إيران لصنع قنبلة نووية إذا سعت لذلك. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفذت تهديدها بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاقها النووي مع القوى العالمية بتخزينها اليورانيوم المخصب بكمية تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق. وأضاف متحدث باسم الوكالة في بيان: نستطيع تأكيد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أبلغ مجلس المحافظين بأنها تحققت في الأول من يوليو، من تجاوز إيران الحد الأقصى المسموح به لإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب (بموجب الاتفاق)”. وأوضح تقرير أرسلته الوكالة إلى الدول الأعضاء، أن مخزون إيران بلغ 205 كيلوجرامات، في حين يبلغ الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي 202.8 كيلوجرام.