وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة شديدة اللهجة لحكومة الملالي يحذرهم من هجوم وشيك، عقب إقدام طهران على استهداف طائرة أمريكية بدون طيار فوق مضيق هرمز. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين إيرانيين، أن طهران تلقت رسالة من ترامب عبر سلطنة عمان الليلة الماضية للتحذير من هجوم وشيك. وأشار المسؤولون إلى أن ترامب قال في رسالته: "لا نريد الحرب بل محادثات" ومنح طهران مهلة لتحديد موقفها. وأكد المسؤولون أن إيران ردت على عمان بأن المرشد الإيراني علي خامنئي يعارض أي نوع من المحادثات مع أمريكا، لكن الرسالة ستنقل إليه، مشيرين إلى أن ترامب أمهل إيران فترة زمنية محددة للرد على رسالته. وجاءت رسالة ترامب بعد اجتماع ترأسه في البيت الأبيض، شمل كل فريق إدارته، لبحث سبل الرد المناسب على الإرهاب الإيراني بعد إسقاط طهران طائرة استطلاع أمريكية بالقرب من مضيق هرمز. إيران تواصل رفع التوتر : قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك، إن طهران مسؤولة عن زيادة التوتر في المنطقة، مشيرًا إلى أنها تواصل رفض أي مبادرات دبلوماسية لنزع فتيل التوتر. ونقلت "رويترز" عن هوك قوله: "من المهم أن نبذل ما في وسعنا لنزع فتيل التوتر مع إيران، ونعيد أساليب الردع للمنطقة". وأضاف: "حملة ممارسة أقصى قدر من الضغوط على طهران تؤتي ثمارها، وإيران تشعر بوطأتها"، مشددا على أن مساعي واشنطن الدبلوماسية لا تمنح إيران حق الرد بالقوة العسكرية، و"على إيران أن ترد على دبلوماسيتنا بالدبلوماسية". وأوضح أن العقوبات الأميركية المفروضة على طهران "أتاحت حرمان النظام من استخدام الحرس الثوري لإيرادات بعشرات المليارات من الدولارات لشن هجمات مباشرة أو غير مباشرة". حطام الطائرة الأميركية : بث التلفزيون الإيراني، صورا تظهر حطامًا، قال: إنه للطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني، فوق مضيق هرمز. وقال قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة: إن الحطام "دليل على أن الطائرة الأميركية كانت فوق المياه الإقليمية الإيرانية. وكان الجيش الأميركي أعلن، أن إيران أسقطت طائرته المسيرة بينما كانت تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز، على بعد 34 كيلومترا تقريبا من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني. وقال قائد سلاح الجو في الشرق الأوسط، اللفتنانت جنرال جوزيف جواستيلا: "هذا الهجوم الخطير والتصعيدي غير مسؤول ووقع في محيط ممرات جوية معترف بها قانونا بين دبي في الإمارات ومسقط بعمان، معرضا المدنيين لخطر محتمل". وشدد على أن الطائرة المسيرة "لم تنتهك المجال الجوي الإيراني في أي وقت خلال مهمتها"، لافتا إلى أنها سقطت في المجال الجوي الدولي بعد استهدافها. صاروخ روسي يتصدر الأهداف: كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الصاروخ الأرض جو "S-125 Neva-Pechora" وهو من صنع الاتحاد السوفيتي كان أبرز أهداف الضربة العسكرية الأمريكية على إيران. ونقلت المجلة عن مسؤول بالبنتاجون أنه تم وضع معدات عسكرية قيد التأهب لمدة 72 ساعة، من بينها الطراد الصاروخي "USS Leyte Gulf". ويعتقد الجيش الأمريكي أن هذا السلاح استخدمته مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابية في إسقاط طائرة الاستطلاع "RQ-4A". تعليق الملاحة الجوية : امتثلت شركات طيران لقرار أمريكي اتخذته إدارة الطيران الاتحادية في الولاياتالمتحدة بحظر تحليق الشركات الأمريكية في المجال الجوي، الذي تسيطر عليه طهران فوق منطقة مضيق هرمز وخليج عمان. وأعلنت شركة الطيران الهولندية "كي ال ام" أن طائراتها لن تحلق بعد الآن فوق مضيق هرمز، موضحة في بيان أن السلامة هي "الأولوية المطلقة" للشركة. وقالت: إنها تتابع عن كثب جميع التطورات التي قد تكون مرتبطة بسلامة المجال، مشيرة إلى أن "الحادث مع الطائرة المسيرة هو السبب لعدم التحليق فوق مضيق هرمز حاليا. هذا إجراء وقائي". وفي ألمانيا، قالت شركة لوفتهانزا: إن طائراتها توقفت عن التحليق فوق أجزاء من إيران. وقال متحدث باسم لوفتهانزا: إن طائرات الشركة تتفادى مضيق هرمز منذ 20 يونيو، موضحا دون الخوض في تفاصيل أن الشركة مددت الحظر فوق إيران. وأصدرت هيئة الطيران الاتحادية الأميركية أمرا طارئا يمنع شركات الطيران الأميركية من التحليق في المجال الجوي الذي يتبع سيطرة إيران. وكانت شركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية، قالت: إنها علقت الرحلات الجوية من نيوروك (الولاياتالمتحدة) إلى مومباي (الهند) بعد مراجعة أمنية أجرتها تلت إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية. الكونجرس يلمح لضربة محدودة : أبدى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، قلقه من نشوب حرب بين بلاده وطهران، بعد إسقاط الأخيرة طائرة مسيرة فوق مضيق هرمز. وأكد شومر أنه في حال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران ينبغي حصول الرئيس الأمريكي على موافقة الكونجرس، موضحا أن بلاده على شفا الحرب مع إيران. وفى السياق، أوضح ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في الكونجرس أن إدارة الرئيس ترامب قد تقوم برد محدود على إيران. بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي: إن الإدارة الأمريكية في حاجة إلى وضع نهج قوي وذكي واستراتيجي للتعامل مع تهديد إيران، وأكدت أنها على قناعة بأن إسقاط إيران الطائرة المسيرة الأمريكية تم في المجال الجوي الدولي. وأكد تيد كروز، عضو الكونجرس الأمريكي، أن الرئيس دونالد ترامب ليس في حاجه إلى الحصول على موافقة الكونجرس لتوجيه ضربه عسكرية لإيران، حيث إن الدستور يعطيه الحق في ذلك. وأضاف كروز، أن هناك معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط إيران لشن ضربات ضد مواطنين أمريكيين في الشرق الأوسط. جلسة مغلقة لمجلس الأمن دعت الولاياتالمتحدة، مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع مغلق الاثنين المقبل، لبحث آخر التطورات المتعلقة بإيران. وقالت البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة في مذكرة لأعضاء المجلس: "سنطلع المجلس على أحدث التطورات فيما يتعلق بإيران، ونقدم المزيد من المعلومات بناء على تحقيقنا في وقائع ناقلات النفط التي حدثت مؤخرا"، من جانبه، أكد الرئيس الأميركي صحة تقارير إعلامية أشارت إلى أنه تراجع في اللحظة الأخيرة عن ضرب أهداف إيرانية، بعيد إسقاط طهران للطائرة الأميركية. وفي سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في "تويتر"، قال ترامب: "يوم الاثنين أسقطوا (الإيرانيون) طائرة درون، غير مأهولة كانت تحلق فوق المياه الدولية". وأضاف: إنه أوقف الهجوم على طهران قبل انطلاقه ب10 دقائق، بعدما علم أنه سيؤدي إلى مقتل 150 شخصا. ولفت إلى أن الجيش الأميركي كان ينوي ضرب ثلاثة مواقع مختلفة في إيران الليلة الماضية، من دون أن يحدد أماكنها، أو طبيعتها. دعوات لضبط النفس : حث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طهرانوواشنطن على وقف التصعيد العسكري، وضبط النفس في منطقة الخليج. وقال ماكرون للصحفيين في بروكسل، على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي: إنه يحث جميع الأطراف على الهدوء وضبط النفس في هذه الفترة. بدورها قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: إن بريطانيا على تواصل مستمر مع الولاياتالمتحدة بشأن الوضع في إيران، وتدعو باستمرار إلى نزع فتيل التوتر على كل الجبهات. وأضافت المتحدثة – في تصريحات صحفية -: "قلنا مرارا وتكرارا، إننا ندعو إلى نزع فتيل التوتر على كل الجبهات، ولطالما أوضحنا مشاكلنا مع الأنشطة الإيرانية". وتابعت: "لا نعتقد أن التصعيد سيصب في مصلحة أي طرف ونواصل الحوار مع الولاياتالمتحدة وشركائنا.