لا يجافي نجم التنس العالمي السويسري روجيه فيدرر الواقع باعلانه انه المرشح الابرز للفوز بلقب بطولة ويمبلدون التي تنطلق في 22 يونيو الجاري، باعتبار انه حصد خمسة من القابها الستة الاخيرة، وذلك على رغم توقعه منافسة شديدة على الملاعب العشبية من اسماء عدة في مقدمها البريطاني اندي موراي والاميركي اندي روديك، ومن دون ان ينسى المصنف اول عالميا حامل اللقب الاسباني رافايل نادال. ويؤكد ان الخبرة والجهوز الذهني في صفه. ونجاح فيدرر في ويمبلدون في مقابل خروج نادال قبل الدور نصف النهائي، يعيد السويسري الى صدارة التصنيف العالمي الذي افتقده في اغسطس الماضي قبيل انطلاق بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة على ملاعب فلاشينغ ميدو.ويبدو ان فيدرر تخلص من دوامة الاخفاق التي لازمته في منذ نحو موسمين، وزاد من صعوبتها مسلسل اصابات قض مضجعه. وهو تمكن في بطولة رولان غاروس من القبض اخيرا على لقبها مستثمرا الى اقصى حد فرصته الذهبية، فتجاوز عقدة "الخوف من الهزيمة" على الرمال الحمراء على رغم ظهوره معظم الاحيان بمظهر هادىء. فقطف اللقب ال14 في بطولات ال"غران شيليم" معادلا انجاز الاميركي بيت سامبراس، لكنه بلغ هذه المرتبة في عمر ال27 سنة و10 شهور، بينما لم يحققها سامبراس الا في عمر 31 سنة وشهرا واحدا.وفي اليوم التالي لانتصاره الفرنسي الذي طال انتظاره، اطلقت عليه الصحافة الفرنسية لقب "المايسترو", ووضعته في خانة اساطير الرياضة العالمية بجوار بيليه وايدي ميركس وانغمار ستنمارك ومحمد علي كلاي وكارل لويس وايرتون سينا ومايكل فيلبس، واعتبرته من طينة هؤلاء العمالقة. غير ان الشاب الوسيم اعترف انه لم يهضم هذا الانتصار بعد، وتأخر في النوم حتى الخامسة صباحا، "فبعد التتويج والاحتفال مرت في رأسي صفحات نهائيات رولان غاروس التي خضتها". ونظرا لاعتزازه الكبير بكأس الدورة طلب من المنظمين الحصول على نسخة تذكارية منها بحجم الكأس التقليدية، ولفت الى انه فعل الشيء ذاته في ويمبلدون، كاشفا انهم وفروا له واحدة بحجم يعادل 75 في المئة من حجم الكأس الاصلية في مقابل بدل مالي. وعلى رغم سعيه الطويل للفوز في بطولة فرنسا، يؤكد فيدرر انه لم يجعل من ذلك هاجسا "والا لكنت وقعت في مطب الاخفاق مجددا"، مشددا على ان الفوز يولد عنده شعورا بالارتياح وليس بالسعادة، "فانا اخوض المنافسات لاستمتع اولا، واحقق الفوز لنفسي وعائلتي ومحيطي ثانيا". وتختلف نظرة فيدرر الى مواجهاته مع نادال، جامعا منها النقاط الايجابية "وهي كثيرة. نحن نقدّم مستوى انيقا يعزز تاريخ اللعبة. وهزائمي امامه زادتني اصرارا على التعويض واستعادة زمام المبادرة". ووصف ردود فعل كثر بعد خسارته امام "رافا" في نهائي ملبورن بغير العادلة، كونهم "حزنوا لخسارتي اكثر مما فرحوا لانتصاره. وهو كان في قمة عطائه ويستحق التحية والتنويه". واضاف: "لا تنسوا انني اخسر النهائي احيانا امام لاعب عظيم، وهكذا تختلف معطيات تقويم المستوى ودرجة الاداء عما هي عليه عند الاخفاق في الدور الاول". عاد فيدرر الى الواجهة مخترقا حصارا فرضه نادال وموراي والصربي نوفاك ديكوفيتش، ووصف حيويته المتجددة ب"عملية كوماندوس" تولاها المعد البدني بيار باغانيني والمدرب سفيرين لوتي، بعد "اعاقات" ميدانية ناجمة عن اوجاع في ظهره عانى منها شهورا، واخرت تطور ارساله وتحركه. تخلص فيدرر من كابوس مزعج، وحمل كأس رولان غاروس بعد معاناة، واحتضنها في جلسات تصوير قرب برج ايفيل وساحة تروكاديرو. وكان اودعها في ليلة الارق الطويل التي اعقبت التتويج الى جانب سريره، وكأنها مصباح ليلي عكست في الصباح نور الشمس الخجول المتسلل من نافذة غرفته في فندق "بارك حياة" على وجهه ووجه زوجته ميركا، التي صلت كثيرا وتضرعت على مدرجات الملعب الرئيس لينتصر زوجها اخيرا.