من التهديد بفرض حظر على بعض المعادن ووضع “لائحة سوداء” لشركات أجنبية وزيادة الرسوم الجمركية، انتقلت بكين إلى الهجوم المضاد بعد عام على بدء مواجهتها الاقتصادية مع واشنطن. وصعدت بكين لهجتها محملة واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات، من دون أن تشير إلى أي مخرج من الأزمة في وقت قريب. هذا فيما انتقد وزير الدفاع الصيني، وي فنغ خه، واشنطن لدعمها استقلال تايوان وللعمليات البحرية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وشدد على أن الصدام أو الحرب بين البلدين “سيكون كارثة”. وقال وي، في كلمة أمام منتدى شانغري-لا الأمني في سنغافورة، إن الصين “ستقاتل حتى النهاية” كل من يحاول فصل الصين عن تايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها. وتخوض واشنطنوبكين حربا تجارية متصاعدة، إلى جانب خلافات بشأن مجموعة من القضايا الاستراتيجية، أبرزها قضية بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وتايوان ذات النظام الديمقراطي، التي تعتبرها الصين إقليما منشقا عنها ولا تستبعد السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر. واندلعت شرارة حرب من نوع آخر على الصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة في 6 يوليو من العام الماضي 2018، عندما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على ما قيمته 34 مليار دولار من المعدات والإلكترونيات والأجهزة المتطورة المصنّعة في الصين، ومن بينها سيارات. وردت بكين على خطوة واشنطن في اليوم نفسه بخطوتين، إذ فرضت رسوما على سلع أميركية، كما رفعت دعوى على واشنطن أمام منظمة التجارة العالمية. ودخل الجانبان في مفاوضات بشأن إنهاء هذا النزاع، لكنها لم تؤد إلى نتيجة نهائية حتى الآن، على الرغم من تأكيدهما أهمية استمرارها.