وسط تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةالامريكيةوالصين بسبب تزايد القوة العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي والحرب التجارية المستعرة، زار وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس بكين في أول زيارة يقوم بها أعلى مسؤول عسكري في البنتاغون للصين منذ أربع سنوات. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: إن ماتيس أكد على النهج الدبلوماسي للزيارة قائلا: «سأذهب إلى هناك لاجراء محادثات»، مضيفا: أريد أن أفهم كيف يرون تطور العلاقات الاستراتيجية، لذا أريد الذهاب الآن بدون افكار مسممة، وبذهن خال من المؤثرات المسبقة. ومع ذلك فقد اتهم ماتيس قبل أقل من شهر، الصين باثارة «التخويف والاكراه» عندما نصبت صواريخ أرض – جو، وغيرها من المعدات العسكرية في الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وبدرجات متفاوتة، فإن كلا من الفلبين وتايوان وفيتنام وماليزيا تدعي جميعها ملكية اجزاء من هذا البحر. وقال ماتيس، الذي التقى مسؤولين كبارا في بكين لوزير الدفاع الصيني: إنه يتوقع أن تتسم كل مناقشاته بحوار«منفتح وصادق» مثلما كان حواره معه. وأضاف: إنني هنا بسبب الأهمية التي نوليها نحن في الجيش الأمريكي للعلاقات العسكرية مع جيش التحرير الشعبي في إشارة إلى الجيش الصيني. وزاد ماتيس: العلاقات بين الجيشين مهمة للعلاقات الأوسع بين بلدينا. ودعا قبل مغادرته الى كوريا الجنوبية واليابان، وزير الدفاع الصيني لزيارته في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وعرض وزير الدفاع الأمريكي قبيل الزيارة، القليل من التفاصيل حول المناقشات التى يعتزم اجراءها في الصين، ولكن من المؤكد أن يكون الاحتكاك حول الجزر المتنازع عليها والعلاقات بين جيشي البلدين، والنشاط الدبلوماسي والقمة الأمريكية الكورية في سنغافورة بين ترامب وكيم، والتي كان شي حريصا على لعب دور فيها، من بين اهم المناقشات في الاجتماعات. ومع استمرار المناقشات بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدةالامريكية، فان الصين اعتمدت على نفوذها الاقتصادي لضمان بقاء بيونج يانج في فلكها، وعندما زار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون بكين الشهر الماضي، صورته وسائل الاعلام الصينية على أنه زعيم يتطلع إلى المستقبل ويسعى الى تطوير بلاده. وتقول بكين منذ فترة طويلة: إن الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وبعضها مليء بالبشر ومهابط الطائرات وأبراج الرادار، هي بلا شك جزرها الخاصة، وأن تجهيزها بالمعدات العسكرية للدفاع عن النفس فقط. وفي الشهر الماضي رفض ماتيس دعوة الصين لاجراء مناورات ضخمة ومتعددة الجنسيات، أطلقت عليها حافة المحيط الهادي بسبب تزايد وجودها في بحر الصين الجنوبي، وهددها بعواقب وخيمة. وبعد أيام أبحرت سفينتان حربيتان أمريكيتان إلى بحر الصين الجنوبي، واقتربتا إلى مسافة 12 ميلا من الجزر المتنازع عليها والتي تدعي الصين ملكيتها، وذلك في محاولة من واشنطن للتأكيد على حرية الملاحة في المياه الدولية المحيطة بالجزر، وهي خطوة أدانتها بكين بشدة، وقالت وزارة الدفاع الامريكية: إن هذه التدريبات كانت مقررة سلفا. وخلال حملته الانتخابية قال ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز»: إن بكين تتحرك في بحر الصين الجنوبي لبناء حصن عسكري ربما لا يمكن أن يشاهده العالم، وأضاف في مقابلة أجرتها معه الصحيفة فى مارس 2016: إنهم يفعلون ذلك، لأنهم لا يحترمون رئيسنا ولا يحترمون بلدنا. ولم يفعل الرئيس ترامب في السنة الأولى من رئاسته الكثير لمكافحة النفوذ الصيني في المنطقة، مع التركيز على التجارة في الأسابيع الأخيرة، وأثارت تهديدات ترامب بفرض تعريفة جمركية شاملة، ورد الصين الانتقامي، مخاوف من حرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم.