أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل نحو 950 شخصًا، ثلثهم من المدنيين خلال شهر من التصعيد العسكري المستمر في محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا. ويستهدف سلاحا الجو السوري والروسي منذ نهاية أبريل، ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى، ويترافق ذلك مع اشتباكات محدودة على الأرض بين قوات النظام من جهة والمجموعات المتشددة والمعارضة من جهة أخرى. وبحسب المرصد، فإن من بين القتلى 288 مدنيًا ضمنهم 67 طفلاً قتلوا في الغارات الجوية السورية والروسية، فضلاً عن القصف البري لمناطق سيطرة الفصائل في جنوب إدلب والمناطق المجاورة. ووثق المرصد أيضا مقتل 369 مقاتلا متشددا ومعارضا على الأقل بينهم 204 من هيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى؛ جراء القصف الجوي والاشتباكات. وقتل في المقابل 269 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وقال المرصد: إن قوات النظام السوري نفذت “نحو 22500 ضربة جوية وبرية تسببت بمجازر وكوارث إنسانية، وأجبرت أكثر من 300 ألف مدني على النزوح”. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت أن التصعيد أدى خلال شهر إلى نزوح 270 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمنا غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، مشيرة إلى أن 23 منشأة طبية تعرضت للقصف. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة. وتخضع المنطقة المستهدفة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، تفصل بين المعسكرين، لم يتم استكمال تنفيذه. وشهدت المنطقة هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعدت منذ فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر أبريل.