أطلقت اذاعة تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية حملة لدعم حزب الله اللبناني بالمال متجاهلة الأوضاع التي يمر بها المواطنون في مناطق سيطرتها المتوقفة مرتباتهم منذ أكثر من عامين. وبحسب ما نقلته مواقع يمنية، دشنت إذاعة "سام إف. إم"، التي يديرها عضو الهيئة الإعلامية للحوثيين حمود شرف الدين حملة بعنوان "من يمن الأيام لمقاومة لبنان"، وذلك في إطار حملتها العامة لجمع الأموال لمساندة ميليشيا حزب الله اللبنانية. يذكر أن المشرف على الإذاعة حمود شرف الدين هو قيادي حوثي وعضو في الهيئة الإعلامية للحوثيين، وأحد مقاتلي الميليشيات الحوثية. وقد تلقى عدة دورات تدريبية عسكرية على أيدي خبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني. واعتبرت الإذاعة أن الحملة تأتي في إطار "مبادلة الوفاء بالوفاء" بين الحوثيين وحزب الله اللبناني. وبدأت حملة الإذاعة منذ يومين، مصحوبةً بمقاطع من خطب الإرهابي حسن نصر الله، ومقاطع لزعيم الانقلابين عبدالملك الحوثي يشيد فيها بمواقف حسن نصر الله وميليشيات حزب الله المساندة لميليشيات الحوثي. تأتي حملة التبرع لحزب الله هذه في حين يرفض الحوثيون صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم، كما أنهم رفضوا عرضاً حكومياً لصرف المرتبات مقابل توريد جميع الإيرادات التي يتحصلون عليها إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن. وكشف تصاعد أصوات عشرات العاملين في مؤسسات ميليشيا "حزب الله" والمجالس الخاصة لأنصار الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، حول اقتطاع نسبي من رواتبهم مؤخراً عن أزمة مالية خانقة تعصف بالميليشيا ومؤسساتها، بعدما كان يدور الحديث همساً عن هذه الأزمة. وعلى صعيد العمليات العسكرية تمكنت قوات الجيش اليمتي مسنودة بمقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية من السيطرة على 11 موقعا في جبهة قعطبة شمالي محافظة الضالع بعد مواجهات مع ميليشيات الحوثي خلال الساعات الماضية. ونقل موقع "سبتمبر نت " التابع لوزارة الدفاع اليمنية، عن مصادر عسكرية ميدانية، إن المواقع التي تم السيطرة عليها ممتدة من قرى حمر وحتى قرى هجار، سدر، يمر، غول زيد، غول الحاج علي، لكمة ثعلان، غول الدواب، تباب دبيان، وادي دبيان، قرن الزريبه، مقاسم عصيد، وتبة خزان شخب. ووفقاً لذات المصادر فان القوات المشتركة تقترب من هجار شمالي قعطبة، بالتزامن مع الاقتراب من منطقة شخب غربي قعطبة، بعد السيطرة على المرتفعات الجبلية المحيطة بها. وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، وأسر أكثر من 10 آخرين وتدمير آليات قتالية، والاستيلاء على عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وكميات من الذخائر. ويأتي تقدم القوات المشتركة بعد استكمال تأمين منطقة باب غلق الاستراتيجية، والتقدم نحو مناطق هجار وشليل و سليم، شمالي قعطبة، وكذلك بعد السيطرة على جبل صامح الاستراتيجي ومنطقة القفلة والاقتراب من الفاخر غربي قعطبة والتقدم باتجاة العود في عمق محافظة إب. هذا فيما دفعت الخسائر المتوالية في جبهات الضالع الانقلاب الى زراعة الألغام وتفخيخ العبارات والجسور وقطع الطرقات. كما أوقفت المليشيات القيادات والمسؤولين الميدانيين في جبهات الضالع وأحالت بعضهم للتحقيق، عقب فشلهم في الحفاظ على المواقع التي كانوا سيطروا عليها، والخسائر الكبيرة التى تعرضوا لها. ولم يقتصر الأمر على مشرفي جبهات الضالع، فقد طالت الاعتقالات التي نفذها ما يسمى ب" جهاز الأمن الوقائى " التابع للحوثين، عدد من مشرفي الجماعة في صنعاء و ذمار وإب بتهمة التخاذل عن حشد المقاتلين إلى جبهات القتال، خاصة الضالع، حيث كانت الخسائر فادحة، و تتطلب تحركات سريعة للحشد و التعويض عن مئات القتلى الذين قتلوا. وفى سياق متصل أفادت وسائل اعلام يمينة بمعاودة الحوثيين لنشاطهم في صفوف اللاجئين الأفارقة بهدف التجنيد والدفع بهم إلى جبهات القتال. وقال شهود عيان إن بعض المشرفين الذين فشلوا في إقناع رجال القبائل بالزج بأطفالهم وشبابهم إلى الجبهات، لجأوا إلى التحرك في صفوف اللاجئين الأثيوبين و الصومالين في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتهم. ونقلت قناة "اسكاي نيوز" عن مصادر ميدانية ان الحوثيين يستقطبون الشباب والأطفال من اللاجئين، وأن أكثر من 75 لاجئا أفريقيا يتم تدربيهم في معسكرات خاصة، تمهيدا للزج بها إلى محارق الموت. في غضون ذلك شرعت المليشيا الانقلابية في تهريب كميات كبيرة من الذهب من مدينة الحديدة إلى صنعاء، وذلك تحسباً لاحتمال مواجهات عسكرية مع الجيش الوطني. ويعود الجزء الأكبر من كميات الذهب التي استولت عليها الميليشيات الانقلابية في الحديدة إلى خزينة البنك المركزي، في حين نهبت بعضها من منافذ البيع الخاصة بالذهب والمجوهرات، ومن ممتلكات المواطنين التي استولت عليها تحت تهديد السلاح. وتأتي هذه الإجراءات بعد أقل من شهر على نقل الحوثيين أموالاً من خزينة البنك المركزي في الحديدة إلى العاصمة صنعاء. ونقلت "قناة العربية" عن محافظ الحديدة الحسن الطاهر قوله : ان المليشيا الانقلابية اختارت التوقيت المناسب في شهر رمضان والهدنة لتهريب كميات من الذهب إلى صنعاء، مستفيدة من الجهة الشمالية للمدينة في ذلك لكونها بعيدة عن أنظار الجيش الوطني". وأضاف الطاهر أن المدينة لم يتبق فيها مصادر مالية تسيّر أمورها وباتت على هاوية الإفلاس نتيجة تبديد المال العام ونهب الممتلكات، إضافة إلى فرض الإتاوات على المواطنين الذين يعانون من وضع اقتصادي سيئ ونقص حاد في السلع الرئيسية وشح في موارد الدخل. ولفت إلى أن الميليشيات الانقلابية ستستفيد من كميات الذهب المهربة إلى صنعاء في تحصين مواقعها ودفاعاتها ضد الجيش الوطني، من خلال الدفع بمرتزقة أو تدريب أطفال مقابل مبالغ مالية، كما ستزيد الأموال المنهوبة من أرصدة قيادات الميليشيات التي تعيش على قوت المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها.