الحسد داء يصعب أن نجد له دواء ،فالحاسد لا يمكن ان يرضى او يقر له قرار حتى تزول النعمة عن محسوده. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الحسد فقال: (اياكم والحسد ، فان الحسد يأكل الحسنات ، كما تأكل النار الحطب). إن الحسد هو أول شعور كان ضد آدم قبل أن ينفخ الله فيه الروح من ابليس وأول ذنب من بني آدم كان نتيجة الشعور به عندما حسد قابيل هابيل فقتله قال تعالى :»أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله» كلنا نعلم أن صاحب النعمة محسود و كل من يحقق نجاحا فى أي من المجالات يكون له حزب مؤيد و حزب معارض كاره له حاقد عليه. ان عداوة الحاسد لا تنتهي ولا تقف عند حد حتى لو عملنا لارضاءه فإنه مستمر الحسد اعتراض على إرادة الله وهو حمل ثقيل يُتعب حامله فتشقى به نفسه، ويفسد به فكره، وينشغل به باله، ويكثر به همه وهذا من الجهل والحماقة أن يحمل انسان هذا الحمل الخبيث إن الشيطان قد عجز أن يجعل من الانسان العاقل عابد صنمٍ ولكنه لم يعجز أن يؤجج شعور الحسد في النفوس الضعيفة فتحيا بالألم ان الحسد والحقد ضرر في الدين والدنيا فالحاسد متضرر في الدنيا بالهمّ والغمّ وفي الاخرة بذنب أعظم قد تضعف النفس أحيانًا فتبغض وتكره ولكن لا تستقر هذه البغضاء في نفوس المؤمنين حتى تصبح حسداً ، وإن حصل سيكون شعور عابر سرعان ما يزول فالمؤمن يرتبط برباط الأخوة الإيمانية مع غيره وغالباً ما تتدفق عاطفته نحوهم بالمحبة والرحمة خلاصة القول يا جماعة.. «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً».