كثيراً ماترتبط شخصية ما في حياتنا بموقف يجعلنا نحكم عليه بالمؤبد ويتكون لدينا انطباع عن تلك الشخصية فأما أن نحمد له موقف فنجعله كائناً مقدسا وأما ان نمقت له جانباً فنرجمه كالشيطان.وفي بداية الألفية كنت اتابع بشغف المسلسل المصري رياح الخوف. من بطولة الممثل القدير عزت العلايلي الذي يمثل دور الرجل الفاضل والفنان محمود الحديني الذي يمثل دور الشريرحيث دارت قصة المسلسل في صعيد مصر كان (مالك الجبل) عزة العلايلي يؤدي دور العمدة اضافة لكونه فلاح. طيب يساعد المحتاج ويفزع للمنكوبين.وعلى العكس ادى محمود الحديني دور الشرير كرجل قادم من احدى المدن بعد ان نزح من الحرب. واستقر به الامر في القرية وبدأ بعمل الدسائس والحيل حتى استولى على العمودية ومن ثم بدأ بتنفيذ مايريد. باقي القصة لايهم في حديثنا اليوم. تابعت ذلك المسلسل وانا شاب غض فارتسم عندي ايامها ان الخطيئة لاتغتفر بل وكرهت الفنان محمود. ولم اعد اتابع له الا بعد فترة من الزمن رغم أني اعلم مسبقاً انها مجرد تمثيل لكن النفس البشرية قد تصقل احياناً بشكل خاطئ نستسقي مما سبق ان الحياة بكل تفاصيلها قد تجعلنا نحكم على شخص لمجرد خطأ أو لمجرد فهمنا له بطريقة غير جيدة. او عدم استيعاب.واكبر الشواهد على ذلك. الحراك المجتمعي الذي مرت به المملكة في الثمانينات والتسعينات وماتخلله من مواجهة بين عدة تيارات كنا نقرأ لهم عبر الصحف من النقد والردود على بعضهم البعض و كان احد ابطالها المغفور له بإذن الله غازي القصيبي الذي اتضح للجميع بعد فترة انه كان على صواب. بل وتحدث اخصامه في نهاية المطاف بأنهم هم المخطئون حين لم يفهموا الدكتور. ونحن نعيش هذه الايام جماليات الحياة في كثير من الجوانب بدأً بتقارب الافكار لدى كافة شرائح المجتمع والرؤية التي بذر نواتها ولي العهد الامير محمد بن سلمان. والانفتاح على العالم.والتطور المشهود في وطننا. لهي فرصة لإعادة قراءة ذواتنا لنفهم بعض والعفو عن كثير من اخطاءنا تجاه انفسنا. وقد تابعت كغيري اللقاءالذي اجراه الاعلامي عبدالله المديفر عبر قناة روتانا خليجية مع الدكتور عايض القرني واعجبت بشجاعته في الاعتراف بكثير من الاخطاء واعتذاره الذي قدمه للمجتمع.فليس كل البشر انبياء وحتى الاخطاء التي توجب العقوبة على مرتكبها يجب ان نعي ان صاحبها هو احدنا ومن حقه ان نحتويه الى جادة الصواب. وبما ان رمضان له من الخصوصيات الروحانية والتعبدية الكثير ممايجدر بنا ان نتسامح حتى مع المذنبين.وأن لانبقي الأخطاء وصمة على وجوه البشر نمرر من خلالها مسائل القبول والرفض. قالو في التسامح: وكونوا عباد الله اخوانا(حديث شريف) الطبيعه الفطرية للانسان هي التسامح ( ابراهيم الفقي) الشجرة لاتحجب ظلها حتى عن الحطاب (هيتو باديسا).