لم يتوقف التمويل القطري التركي للجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا بالمال والسلاح منذ اندلاع ثورة 17 فبراير عام 2011، حتى تاريخ كتابة هذه السطور، غير ان هذا الدعم بلغت ذورته مع انطلاق عملية الكرامة الرامية الى تحرير كامل التراب الليبي من دنس الجماعات الإرهابية سيما في العاصمة طرابلس، الامر الذي دفع حكومتا الدوحةوأنقرة لاستخدام أدواتهما "الإخوانية" في المنطقة لإقامة جسر بري وجوي لنجدة المليشيات الإرهابية بالعاصمة الليبية. وأفاد الموقع الرسمي للديوانة التونسية بوجود طائرة عسكرية قطرية في مطار جربة"جرجيس"، قالت إنها تحمل 11 عسكريا وأفرادا من الجيش القطري، وهذه الطائرة تحمل رقم "Casa CN235". وكشفت مصادر مقربة في الخارجية التونسية، عن توالي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عملية التنسيق في إيصال تلك المساعدات العسكرية للمليشيات. وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد اكد اكثر من مرة وجود طيارين أجانب قادوا طائرات تتبع مليشيات مصراتة لاستهداف قواته، مشدداً على إرهابيين ليبيين فروا من طرابلس إلى الأراضي التركية. واتهم المسماري كذلك تركياوقطر بعلاج إرهابيين على أراضيهما، متمسكاً بأن هدف قوات الجيش الليبي تأمين طرابلس ولا تريد توسيع العمليات العسكرية. وأزاح المتحدث باسم الجيش الليبي الستار عما وفرته قطر من أسلحة للإرهابيين، لافتاً إلى أن الهدف الرئيسي هو تحرير مؤسسات ليبيا من التسلط الإرهابي ومن الإخوان. وترتبط المليشيات الإرهابية في ليبيا بشكل عضوي بتركياوقطر، إذ يعود هذا الارتباط إلى سنة 2011، أي منذ الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد، ولا تزال أنقرةوالدوحة تسعيان بقوة لتحقيق حلم ترجيح كفة الأخطبوط الإرهابي الإخواني، وفقاً لتحليل كثير من المراقبين. ومع تزايد ودقة ضربات الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس، بدا واضحاً تلاشي وزن هذه التنظيمات الإرهابية، ما دفعها إلى البحث عن مهرب. ومع تزايد المخاوف التونسية، خرج وزير الخارجية خميس الجهيناوي، معلناً سعي بلاده إلى عقد اجتماع ثلاثي يضم مصر والجزائر؛ لتنسيق جهود الدول الثلاث بهدف إنهاء حالة التوتر في ليبيا واستئناف المباحثات السياسية. التحرك التونسي "الرسمي" امتد ليشمل القيام باتصالات وإجراء مشاورات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتعجيل بإنهاء المواجهات العسكرية في ليبيا المتاخمة للحدود التونسية، وفقاً ل"الجهيناوي". ويخوض الجيش الوطني الليبي اشتباكات مع المليشيات والجماعات التابعة للإخوان، منذ إعلانه عن عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة من تلك التشكيلات في 4 أبريل الجاري. وتأتي تلك العملية إثر عمليات أخرى مشابهة أطلقها منذ عام 2014 لتطهير مدن بنغازي ثم درنة والهلال النفطي (شرق) ثم الجنوب الليبي من جميع التشكيلات المتطرفة والمسلحة خارج نطاق القانون. ومنذ انطلاق العملية العسكرية، أحرز الجيش الليبي تقدما سريعا في المواجهات مع هذه المليشيات المسلحة غربي البلاد.