يظل التطور السريع والهائل في التكنولوجيا وبين الأصالة والحداثة، وبين التقليد والمعاصرة، مولد لفنّ يمهّد بانطلاقة عصر جديد يعبّر عن رؤيا مختلفة لذوي التذوّق الفنيّ، أين تلتقي الموهبة الذهنية والتخيلية بالقدرات التقنية و الرقمية، فتنشأ صورة ترسم شتى معاني الإبداع .. إنه الفن الرقمي. يقول الفنان خالد الامير الفن الرقمي دخل جميع المجالات مع التكنولوجيا الحديثة التي اجتاحت المجالات. والفنان ابن عصره لذا يجب عليه ان يقتني هذا النموذج من التكنولوجيات ويتعامل معه في فنه وتطوير رؤيته وبصيرته في عمله الفني في استخدام هذه التكنولوجيا. وعن مدى تأثر الفن التقليدي بالفن الرقمي يقول الامير : الفن الرقمي هو امتداد للفن التشكيلي التقليدي ولذلك لن يحتفي الفن التشكيلي والفنان يستطيع ان يوظف التقنية في النهوض بعمله ويعطيه رؤى جديدة ويسمح للفنان بمعالجات مختلفة وهذه تؤثر في امكانياته وفي تقنيته مع العمل وكيف ينظر الى الفن التشكيلي فهي تزيده ثراء بحيث انه يتعامل مع اللوحة المسندة. وعن اختفاء الفن الثلاثي الابعاد في السعودية قال : بالنسبة للفن ثلاثي الابعاد فهو مختفي عدا بعض الاعمال البسيطة ولكن لو تم رعاية هذا الفن الرعاية الكاملة بالتأكيد ان هناك فنانين شبابا يهوون هذا المجال وسوف يبعدون فيه. يذكر ان الفنان التشكيلي خالد الأمير القى ندوة عن “الفن الرقمي واثرة على الفنون المعاصرة” بجاليري مداد فن وقد تطرق في ندوته عن نشأة الفن الرقمي وكذلك اهم المجالات التي يستخدم فيها هذا الفن بالإضافة الى اثر الفن الرقمي على الفنون المعاصرة.. الفنان في سطور كيف كانت بداياتك مع الفن التشكيلي؟ البداية الفنية كانت مبكرة جدا حيت بدأ حبي للفن من المرحلة الابتدائية. وكنت مولعا بالرسم على كل ماتمتد إليه يدي سواء كانت الكراسات أو الكتب المدرسية والجدران وغيرها. ثم التحقت بمعهد التربية الفنية بالرياض عام 1400 ه 1980 م , ومن هنا بدأت الممارسة الجادة مدعمة بما كنت أكتسبه من خبرات علمية وعملية في معظم مجالاتها من رسم وتصوير وطباعة وحفر ونحت وتدوير الخامات وغيرها. وشاركت في خلال هذه الفترة في العديد من المعارض والمناسبات الداخلية والخارجية بالعديد من الاعمال الفنية . ومع بداية الثورة التيكنولوجية ووافق ذلك عشقي لمتابعة التكنولجيا وكل مايتعلق بها بدأ يراودني هاجس تسخير التكنولوجيا لاستخدامها في تطور مجال تجربتي وأدواتي الفنية وأن تكون أداة ووسيلة إضافية لأدواتي الأخري فلم أتردد باقتناء أول حاسب آلي وذلك عام 1987 حيث كانت قدرات برامج الرسومات في ذلك الوقت بسيطة ومحدودة ولكنها شكلت لي مدخلا إلى هذا العالم … بدأت بعد ذلك تقنية الأجهزة بالتطور وبدأت ظهور برامج متخصصة في مجال الرسم والتصوير والتصميم منها الثنائي الأبعاد ( 2D ) والثلاثي الأبعاد ( 3D ) فكانت بمثابة فتح لي في هذا المجال ففي عام 1995 ومع توفر هذه الإمكانات بدأت في الممارسة الجادة وبدأت انتاج أعمالي بواسطة الحاسب الألي. وبدأت بعرض أول تجاربي من خلال معرض أقيم بأتليه جدة لفناني جماعة درب النجا التشكيلية عام 1998 ومن هنا كانت الانطلاقة الى العالم الرقمي حيث فتح لي افاق ورؤى جديد لم تكن تستوعبها الادوات التقليدية. فاعتمدت الفن الرقمي كمنهج جدير بالخوض فيه لما يتيحه للفنان من تعدد الرؤى للفكرة الواحده وانتجت من خلاله العديد من الاعمال مستفيد من كل ما اتاحه لي في العديد من المجالات الفنية.