منذ نشأة الفن الرقمي أو ما يسمى ب" Digital Art " في الولاياتالمتحدة الأميركية عام 1957 وافتتاح أول معرض خاص به في ألمانيا عام 1965، أخذ في الشيوع والانتشار على مستوى العالم، مما دفع فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها ممثلا في اللجنة النسائية للتعاطي مع الإقبال على هذا الفن في منطقة عسير على المستويين الهاوي والمحترف، لتنظم دورة في الفن الرقمي. تقول المشرفة على اللجنة النسائية إيمان القحطاني إنها قدمت عددا من الفنانات التشكيليات المحترفات بهدف تحقيق نقلة نوعية للفنانة في عسير عبر تكوين فكرة شاملة عن الفن الرقمي والرسم والتصميم التقني التكنولوجي وثلاثية وثنائية الأبعاد، والتعرف على طبيعة الفن الرقمي، نشأته وأدواته. ركز البرنامج التدريبي على أدوات الفن الرقمي التقنية، كبرامج الكمبيوتر المتخصصة وكيفية استخدام القلم الضوئي . وتمحورت الدورة حول عرض لمجموعة من لوحات الفن الرقمي بمحاولة محاكاتها وقراءتها فنياً. عن نتائج ومخرجات الدورة تقول القحطاني ل " الوطن": لقد تم تدريب 11 متدربة تلقين تدريبهن على مدار 3 لقاءات بواقع 12 ساعة تدريبية، وكان التسجيل والالتحاق بالدورة للمتدربات دون أي رسوم. مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي يرى أن اللجنة النسائية بفرع الجمعية تمارس الفن باتجاهاته المتعددة كحالة إبداعية لها دلالتها، مشيراً إلى أن البرنامج التدريبي لدورة (الفن الرقمي) اعتمد في "تكنيكه" وآليات تنفيذه على أهداف واضحة قابلة للقياس والتقويم كأدوات هامة في علم التدريب، خاصة أن هذا البرنامج الذي ارتهن كثيرا في تنفيذه للتقنية الحديثة يثير مدى أهمية وجوده كمطلب هام وضرورة ملحة في هذا الوقت، وقال مضيفاً عن حالة التشابك بين استعمال التقنية والحالة الفنية التقليدية لدى الفنان عبر استخدامه البرامج الحديثة "بالتأكيد البرامج نوعية تجمع بين فضاء الحاسوب التقني ولغة اللوحة التشكيلية في ذهن الفنان، فنخرج بمركبين يتفاعلان من أجل الوصول لتشكيل رؤية فنية تمثل ناتجا نهائيا للتعبير المراد تحقيقه". ويعلل بعض المهتمين هذا التشابك أو التمازج بين الفن الرقمي والفن التشكيلي أو التقليدي بعدة آراء. الدكتورة أميرة المهدي، تفك هذا التشابك بقولها " يعتبر الفن الرقمي الطفل الهجين للفن التشكيلي، فهو يمتلك نفس الجماليات ويتبع نفس المدارس التشكيلية المعروفة غير أن هناك مدارس نشأت مع انتشار هذا الفن يختلف بعضها في المسميات ولكنها تتشابه في توجهاتها وعناصر تكوين الموضوع فيها مع مدارس الفن التشكيلي". أما إيمان القحطاني فتنظر إليه باعتباره شكلا من أشكال حضور الفن عبر الميديا المعاصرة فتقول " إن الرسم الرقمي ( digital paintaing ) هو فن معاصر من فنون الميديا الحديثة اتخذ خطا مغايرا عن الرسم العادي باستخدام الماوس والقلم الضوئي الإلكتروني بدلا من الريشة، واللوح الرقمي ( التابلت ) بدلا من اللوحة أو الورق مما يشكل نقلة نوعية في الفن التشكيلي ودخول التكنولوجيا الحديثة والتقنية في الرسوم واللوحات التشكيلية كغيرها من المجالات الأخرى التي سيطرت عليها التكنولوجيا بشكل كبير". أما المميزات التي يجدها ممارس الفن الرقمي عبر اعتماده على التكنولوجيا الحديثة فهي عامل دافع ناحية الإبداع والإثراء، هذه المميزات التي تتلخص وفقاً للدكتورة المهدي بأنها " تقلل من الوقت والجهد للفنان وهي أقل تكلفة، فالرسم الرقمي لا يحتاج إلى أوراق أو الألوان الغالية الثمن بل يساعد الفنان أن يطبع اللوحة الفنية أكثر من مرة"، هذه المميزات هي ما يدفع نحو شيوع هذا الفن والإقبال عليه والتعاطي معه. وتضيف الدكتورة المهدي إلى هذه المميزات، السهولة الكبيرة في استخدام أدواته البسيطة والتحكم بها، وكذلك دائمية الموارد، فالألوان لا تنضب، والأدوات لا تحتاج لأدراج عديدة لترتيبها وجمعها. وفي معرض الحديث عن الأدوات اللازمة والمستعملة لممارس الفن الرقمي، تشرح الدكتورة المهدي هذا الجزء بقولها " الأدوات هي القلم الضوئي، التابليت، برامج الكمبيوتر، ويُنصح في الرسم الرقمي أن يمتلك المستخدم قلما ضوئيا يستطيع من خلاله رسم ما يريده بكل سهولة كما يرسم على الأوراق الفنية، مباشرة من حركة يده إلى الكمبيوتر، وهو أيضاً يحتاج برامج الرسم التي تتوافق مع قلمه الضوئي كبرنامج الفوتوشوب الذي يعطي حركة حساسة جدا ومحاكية لحركة وضغط يد الرسام على القلم الضوئي، أما برامج الكمبيوتر والبرامج الرقمية المستخدمة فهي متعددة كبرنامج الفوتوشوب وبرامج كالكورل درو، بينما أقرب برنامج قياسي هو برنامج الرسام الذي يأتي مع نظام التشغيل ويندوز".