إن من أهم جوانب بناء الانسان هو التعليم ، وأهميته كونه سبيل التنمية البشرية ، التي تعتبر عملية شاملة ومرتبطة ببناء القدرات البشرية والجوانب الفكرية والعلمية وصولاً الى ضرورة مواكبة المستجدات لخلق جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات من خلال تعليم أفضل وتربية أقوم.. وحتى يكون هناك توافق تام مع رؤية 2030 لابد من التركيز على عملية التفاعل في التعلم وفق الميول المهنية قبل العلمية أسوة بالدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً ، وحتى تحظى أجيال المستقبل بالاعداد الجيد الذي يؤهلهم لكيفية التعامل مع المتغيرات الاقتصادية التنموية ، والتي تتطلب فكرا جديدا من خلال مناهج دراسية تتواكب والرؤية الطموحة نحو التطوير والتجديد. ومن هذا المنطلق لابد من السعي نحو تنمية القدرات والتأكيد على أهمية تطوير المهارات لدى الطلاب من خلال برامج تدريبية ودورات فنية وورش عمل ميدانية لذوي الاختصاص لتوضيح الاستراتيجية والآلية للرؤية السعودية ، لتفجير الطاقات الشبابية وتعزيز الميول المهنية وصقل المواهب الإبداعية بما يخدم رؤية البلاد. وكذلك ضرورة التنوع والتميز نحو الابداع في المناهج الدراسية ، وتكثيف الأنشطة اللاصفية التفاعلية ، واقرار الزيارات الميدانية لكافة المشاريع التنموية ، من أجل تحفيز الطلاب وغرس مفهوم المشاركة الإيجابية لرفعة البلاد نحو النماء والرخاء.. كلنا يعلم أن التعليم قضية مجتمعية تتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع حتى يتحقق الهدف المنشود للتنمية ، وهنا نشير الى أن هناك نسبة كبيرة قد تصل ل40 % من اجمالي عدد السكان من الفئات العمرية التي لها ارتباط وثيق بالتعليم بدءا من المرحلة الإعدادية مروراً بالمتوسط والثانوي حتى التعليم الجامعي ، وهنا نتحدث عن الفئة العمرية من 6 الى 22 سنة ، وهذه الفئة هي التي يجب أن تستهدف وتعي أهمية رؤية المملكة 2030 وأن تكون لهم مشاركات فعالة لخلق جيل مدرك لمستقبل واعد واقتصاد زاهر بإذن الله ، وكل ذلك لن يتأتى الا بتضافر الجهود والتعاون والفزعة من الصغار قبل الكبار.. مختصر مفيد: من جد وجد .. ومن زرع حصد.. وعلينا أن نستثمر الصغار وعقولهم النيرة.. وأن نشجع الشباب واستغلال طاقاتهم الجبارة .. وأن يتم دمجهم مع الخبرات الرائدة للوصول الى رؤية عصرية طموحة تعانق السماء. كاتب كويتي [email protected]