الناظر في بنود رؤية 2030 يلاحظ وجود اتجاه واضح لتحقيق منجزات حيوية للوطن وبالأرقام عند بلوغنا سنة 2030 وفي جميع المجالات ، فحقيقة 2030 هي إذن (رؤية) أي هدف نراه أمامنا ونسعى للوصول إليه كما نلاحظ اقترابنا منه مع تقدم السنين ومرور الأيام وليست مجرد حلم نتخيله في أذهاننا ونتمنى الوصول إليه مستقبلاً. إن وجود خط مستقبلي واضح (رؤية) في أي منظمة يساعد العاملين فيها على تنفيذ أعمالهم وجدولتها وقياسها دوريا لضمان سيرها وفق الرؤية أو الخط المستقبلي للمنظمة وقبل ذلك فإن هذه الرؤية تدفع بالإدارة العليا لتعديل سياسة المنظمة وتوجهاتها لتتماشى مع هذا الخط المستقبلي الواضح والموصل في النهاية للرؤية أو الهدف المنشود. وبحكم خبرتي التربوية سأتكلم هنا عن 2030 من زاوية التعليم حيث أن الأدوات المنوط بها تنفيذ مشاريع رؤية 2030 هم بلا شك شبابنا المتخرجين من المدارس والمعاهد وجامعات الوطن، وهؤلاء لا بد لهم من توفير بيئة تعليمية صالحة لإعداد جيل قادر على مقارعة الكبار (أحسن 10 دول تنافسية عالميا) وتهيئة جيل يملك المهارات والبنية الشخصية المتكاملة نفسياً وبدنياً وفكرياً والتي تمكنه من الوقوف على رجليه لتحمل تبعات رؤية 2030. إن الممارس لمهنة التدريس في بلادنا وخصوصا في مرحلة النضج الثانوي والجامعي يدرك حجم الطاقات البشرية والقوى الشبابية التي نفخر بها في مدننا وقرانا بمملكتنا الحبيبة وأرضنا السعيدة، هذه الأرض المباركة الولادة للعقول النيرة والقلوب الموحدة والنفوس الشامخة التواقة لصناعة المجد والوصول بطموح العرب والمسلمين إلى عنان السماء. إن إعداد هذا الجيل الفريد في مؤسساتنا التعليمية يتطلب دعم مناهجنا التقليدية بنشاطات مدرسية وجامعية مساندة لتعزيز قدراتهم ضمن برامج عملية في تطوير ذواتهم وبناء أجسامهم وتنمية مواهبهم ورعاية إبداعاتهم وأعني هنا برامج مدرسية وجامعية شاملة لكل الخريجين بلا استثناء مع التركيز على عامل الزمن والاستفادة من فترات العطل الصيفية وعمل شراكات مع القطاعات الفاعلة في المجتمع. وبعد انقضاء ثلاث سنوات تقريبا من زمن إطلاق الرؤية 2030 أجد هناك حالة ملحة في مدارسنا وجامعاتنا تدفعها لتبني هكذا برامج حيوية قادرة على خلق جيل يعتمد عليه في تحويل 2030 إلى رؤية وواقع مشاهد وملموس. ومع تذليل وزارة العمل مشكورة بتشريعاتها الجديدة كل الصعاب السابقة في سوق العمل لم يبق أمامنا سوى تطوير بيئاتنا التعليمية وبرامجها لاستغلال طاقات شبابنا وشحذ قواهم لنمكنهم من القيام بعمل التحول التاريخي لبلادنا الغالية من خلال رؤية 2030 . فالبيئة التعليمية في نظري هي الحاضنة الأم لهؤلاء الجنود الأبطال الذين يعول عليهم الوطن في تحويل بوصلته باتجاه أعظم دول العالم اقتصادياً. *********************** " إن رؤية السعودية 2030 هي تحول وطني اقتصادي مميز وجاذب للاستثمار لأنه يهدف لتوفير المستقبل الأجمل للوطن وللمواطن" مدير تعليم جدة السابق الأستاذ عبدالله أحمد الثقفي يرحمه الله. أ.م. محمد أحمد عبيد مستشار تربوي ومدرب جودة وتطوير ذات @mohdobaid66