نفذت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، عملية إنزال جديدة، فجر امس “السبت”، لإمداد قبائل حجور بمديرية كشر في محافظة حجة شمال غربي البلاد، بالمواد الطبية والغذائية ومعدات عسكرية، وفق مصادر قبلية يمنية. وتعد عملية الإنزال هذه الخامسة منذ بدء المعارك لتعزيز ودعم قبائل حجور في معركتها ضد ميليشيات الحوثي. من جانب آخر، أكدت مصادر ميدانية وصول أكثر من 20 قتيلا و15جريحا من الانقلابيين إلى مستشفيات حجة قادمة من حجور. وتشهد مناطق حجور بمحافظة حجة معارك عنيفة منذ أكثر من شهر في مواجهة الميليشيات التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة الاستراتيجية لتأمين خط إمدادها الرئيسي الواصل بين “حرض” وكُشر” وحتى “عمران” وحرف سفيان صعدة معقل الحوثيين الأساسي. وأدى حصار الانقلابيين لمناطق حجور إلى مضاعفة معاناة الأهالي في ظل انعدام الدعم الصحي والغذائي للمديرية، فضلاً عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين نتيجة القصف العشوائي المكثف الذي تتعرض له المنطقة من قبل الميليشيات. هذا فيما احبطت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، هجوما حوثيا واسعا استهدف مواقعها في حجة، فيما دك التحالف العربي بغارات جوية تعزيزات المليشيا في تعز، جنوب اليمن. ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمينة عن مصدر قبلي، أن مقاومة حجور صدت هجوما كبيرا شنته مليشيا الحوثي في الجبهة الجنوبية لمديرية كشر شمال شرق محافظة حجة، أسفر عن مصرع وجرح عشرات الانقلابيين، ولا تزال جثثهم متناثرة في تلال وهضاب المنطقة. وأوضح ذات المصدر أن مقاتلي القبائل في تلال “العرام” و”وادي العينة” و”تباب بني شوس” و”كحل” صدوا هجوم الحوثيين وكبدوهم خسائر بشرية فادحة. وفى السياق قالت مصادر عسكرية بالجيش اليمني إن مواجهات عنيفة خاضتها القوات مع مليشيا الحوثي على مشارف مديرية مستبأ، شمال غرب حجة، وأضافت أن عددا من الحوثيين قتلوا في مزارع “الزنداني” بعد إحباط الجيش اليمني تسللا لمجاميع حوثية إلى مواقعه بين مديريتي حرض ومستبأ. في غضون ذلك دكت مقاتلات التحالف العربي تعزيزات وعددا من عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية، عقب شنها عدة غارات جوية غربي تعز اليمنية. وقالت ألوية العمالقة، في بيان، إن مقاتلات التحالف دمرت تعزيزات قتالية وأسلحة ثقيلة، بينها دبابة حوثية قرب جبل “البرقة” بجبهة البرح غربي تعز. وأوضح أن الغارات نفذت بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها ألوية العمالقة مع مليشيا الحوثي شمال مدينة البرح بمديرية مقبنة، وتلقت خلالها المليشيا ضربات موجعة وخسائر فادحة. في مديرية جبل حبشي، في المحافظة ذاتها، لقي عدد من عناصر مليشيا الحوثي مصرعهم، بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيا في وقت سابق بمديرية. وأفاد مصدر عسكري بأن اثنين من عناصر مليشيا الحوثي قتلا وجرح آخرون بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيا في وقت سابق، في تبة الجبرية بجبهة العنين غرب تعز. وذكر المصدر أن المليشيا أرسلت، تعزيزات لعناصرها المتمركزة في تبة “الجبرية”، دون أن يكون لديها خرائط الألغام التي زرعتها في المنطقة، بسبب مقتل العناصر التي زرعتها في وقت سابق. وفى سياق متصل دعا وزير الخارجية اليمنى، خالد اليمانى، إيران إلى الالتزام بمبادئ منظمة التعاون الإسلامى والتوقف عن دعم ميليشيات الحوثى بالأموال والأسلحة وزعزعة أمن المنطقة. وأوضح اليمانى فى كلمة بلاده بالمؤتمر الوزارى لمنظمة التعاون الإسلامى المنعقد فى العاصمة الإمارتية أبوظبى، أن اتفاق السويد مضى عليه أكثر من شهرين ونصف الشهر ولا يزال الانقلابيون يماطلون ويراوغون فى تنفيذ تلك الاتفاقات، ويرفضون مبدأ الانسحاب وفتح الممرات الإنسانية، إضافة إلى إعاقة عمل الأممالمتحدة. وأكد أن الحكومة اليمنية لا تقر بمبدأ الفشل فى تنفيذ مخرجات السويد، لأن الفشل سيعيد البلاد إلى مربع الحرب فى الحديدة وسيسقط الزخم الذى ترتب عنه اتفاقات ستوكهولم والدعم الدولى غير المحدود لحل الأزمة اليمنية. وتعليقًا على التدخل الإيراني في اليمن، قال اسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن هناك ثمة دلائل متعددة تؤكد التدخل الإيراني في اليمن وتدحض كل محاولات ميليشيا الحوثي التنصل من هذا التدخل الذي يستهدف بالدرجة الأولى تحويل اليمن إلى لبنان جديد من خلال العمل على تحويل ميليشيا الحوثي إلى نسخة جديدة من حزب الله اللبناني حيث الدور الوظيفي والحرب بالوكالة لصالح تحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة. وأضاف الهتيمي، في تصريحات ل”البلاد” أن أشكال هذا التدخل الإيراني قد تعددت فشملت تواجدا لعناصر وضباط الحرس الثوري فضلا عن عناصر حزب الله اللبناني والذين كانوا يقومون بدور التدريب لعناصر الحوثي والإشراف على العمليات العسكرية في اليمن بل إن تقاريرا متعددة أكدت أن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قام بنفسه بزيارة اليمن عام 2016 وهو ما نفاه المجلس السياسي الحوثي فيما أكده العديد من الشخصيات الحكومية اليمنية.