شرعت قوات سوريا الديمقراطية أمس “الجمعة” في اقتحام آخر جيب لتنظيم داعش الإرهابي في قرية الباغوز بدير الزور شرقي سوريا. فيما أفادت وكالة “رويترز” بأن شاحنات تنقل مدنيين غادرت آخر جيب لداعش في الباغوز قبيل الاقتحام. وقالت فرانس برس إن نحو ثلاثين شاحنة محملة بنساء وأطفال ورجال خرجت من آخر جيب لداعش في شرق سوريا. وشاهد صحفيون قرب الخط الأمامي في بلدة الباغوز عشرات الشاحنات وهي تخرج حاملة مدنيين بداخلها، لكن لم يتضح إن كان هناك المزيد من الشاحنات في الجيب الصغير وفي تحرك ضروري قبل مهاجمة الفلول المتبقية والمتحصنة هناك أو إجبارهم على الاستسلام، وتعمل القوات الكردية إجلاء ما تبقى من المدنيين. وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن القوات ستحاول مجددا إجلاء أكثر من ثلاثة آلاف مدني قدر أنهم لا يزالون بداخل منطقة الباغوز . وأضاف: “إن نجحنا بإجلاء كامل المدنيين في أي لحظة سنتخذ قرار اقتحام الباغوز أو نجبر الإرهابيين على الاستسلام”. يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان أعلن أن حوالي 400 عنصر من داعش رفضوا الخروج من الباغوز وبقوا متحصنين في آخر قلاع داعش، رافضين الخروج، ومعهم عدد من المدنيين ومن عائلاتهم. في حين كشف المرصد أن مئات الأشخاص المتبقين ضمن مناطق تواجد من تبقى من عناصر التنظيم، تمكنوا من الخروج من المزارع ، بين منطقة الباغوز والضفاف الشرقية لنهر الفرات. كما أشار إلى أن من ضمن الخارجين الذين بلغ تعدادهم نحو 500 شخص، قادة و”أمراء” أجانب وغربيين جرى نقلهم بعد تفتيشهم إلى مراكز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، فيما من المرتقب نقل من تبقى من المدنيين وعوائل عناصر التنظيم الخارجين ضمن هذه الدفعة إلى مخيمات ريف الحسكة الجنوبي الشرقي. يذكر أن أكثر من 2000 مدني غادروا في أوقات سابقة قرية الباغوز في قافلة شاحنات. وشوهدت طائرات التحالف تحلق في الأجواء، بينما سمع دوي المعارك بشكل متقطع في المنطقة التي تحاصرها قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل. ورغم أن سقوط الباغوز سيمثل منعطفا مهما في الحملة ضد “داعش” والصراع في سوريا عامة، فلا يزال التنظيم يعتبر خطرا أمنيا كبيرا. وتحول التنظيم إلى أساليب حرب العصابات، علما أنه لا يزال يسيطر على أراض في منطقة نائية غير مأهولة تقريبا غربي نهر الفرات، في جزء من سوريا يقع تحت سيطرة الحكومة وحليفتيها روسيا وإيران. في غضون ذلك رحبت الإدارة التي يقودها الأكراد والتي تدير مساحة كبيرة من شمال سوريا بقرار الولاياتالمتحدة بالإبقاء على 200 جندي أمريكي في سوريا بعد سحب القوات، قائلة إن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضا. وقال عبدالكريم عمر أحد مسؤولي العلاقات الخارجية في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة، في تصريحات لوكالة رويترز: “نقيم قرار البيت الأبيض بالاحتفاظ ب200 جندي لحفظ السلام في المنطقة بأنه إيجابي، ويمكن لهذا القرار أن يشجع الدول الأوروبية الأخرى خاصة شركاءنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أيضا على الاحتفاظ بقوات في المنطقة”. وأضاف قائلا: “أعتقد أن بقاء هذه القوات في هذه المنطقة حتى تحل أزمة سوريا سيكون حافزا وداعما ووسيلة ضغط أيضا على دمشق، لكي تحاول جديا في أن يكون هناك حوار لحل الأزمة السورية”. وكان البيت الأبيض أعلن أن الولاياتالمتحدة ستترك مجموعة صغيرة لحفظ السلام من 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها.. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب: “ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 جندي في سوريا لفترة من الوقت”.