أعرب عدد من المواطنين بمدينة جدة عن استيائهم الشديد مما يتعرضون له من “تشوه بصرى” بكافة أشكاله فى مجموعة من الأحياء خاصة فى المنطقة الشرقية ، جراء أكوام القمامة المتراكمة على رؤوس الطرقات والتي أصبحت مرتعاً للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط وغيرها ، كما تسبب البناء العمرانى الكثيف وما يتركه من مخلفات كالحديد المسلح والطوب الأحمر وبقايا الجبس والدهانات وغيرها إلى شعور المواطنين بالنفور جراء تجمع الأفاعى والعقارب والفئران في بعض الأحياء الشعبية. “البلاد” التقت بعدد من المواطنين بمدينة جدة للوقوف على معاناتهم مع مشكلة القمامة عن قرب ، حيث أكد –المواطن- احمد الغامدي أن إلقاء مخلفات البناء بشكل عشوائي جعل سكان الحى الذى يقطن فيه يعانون جراء تطاير الغبار وبعض المخلفات، لاسيما أن هناك عمالة تقوم بإلقاء المخلفات على الطرقات وداخل الأحياء السكنية وبجوار المباني وللأسف أصبحت المخلفات المتراكمة داخل الأحياء السكنية ثابتة وحتى عند إزالتها ينتج عنها بعد ذلك غبار كثيف يزكم الأنوف. وأوضح “الغامدى” أنه أصبح من الصعب تحديد ما إذا كانت مخلفات بناء أو مخلفات أطعمة وما شابه لحجمها الكبير، وهذا يقع تحت مسؤولية البلدية التابعة للحي ومن ثم أمانة المنطقة، حيث إن هذه الجهات هي المسؤولة عن إزالة مثل هذه المخالفات. وأضاف “الغامدي” أن وضع بعض الأحياء أصبح مزريا بسبب عشوائية القاء مخلفات البناء، لدرجة أن أي شخص يرى أرضا فضاء أو مكاناً خالياً يعتبره مكباً للنفايات لذلك لابد من تكثيف التوعية وفرض عقوبات على المقاولين تطبيقا للقانون . ولفت “الغامدى” إلى أن المخلفات المتراكمة أصبحت سوقا سوداء ، حيث يُعاد تدويرها من قبل العمالة المخالفة للنظام، فدائما ما نشاهد عمالة مجهولين يجمعون بقايا هذه المخلفات ولا نعلم إلى أين تذهب أو أين تستخدم،موضحاً أن مثل هذه السلوكيات. المخلفات ثروة اقتصادية ومن جهة أخرى أكد المواطن سليمان الاحمدي أن شوارع مدينة جدة أصبحت لا تخلو من نفايات مخلفات البناء المختلفة، التي تجتمع فيها الكثير من المواد كالأدوات الصحية المصنوعة من البلاستيك وحديد التسليح والطوب الأحمر، وكذلك البلاط والسيراميك والألمنيوم والزجاج، إلى جانب مواد الديكور والجبس وبقايا الدهانات والطلاء وغيرها، من هذه المواد التي تمتلئ بها الأراضي الفضاء في جدة والتي تُسبب تلويثاً للبيئة وتشويها للكثير من الأحياء حيث توجد بكميات هائلة. ويرى “الأحمدى” أن هذه المخلفات بمثابة ثروة اقتصادية كبيرة يمكن أن تدر الملايين لو أحسن استغلالها، فالحل لهذه المشكلة هو إنشاء مصانع لتدويرها وإعادة تصنيعها مرة أخرى، كون الكثير من أصحاب المال لم يلتفتوا حتى الآن لهذا الجانب الاقتصادي الهام، والذي سيعود على البلد والمجتمع والبيئة بنتائج مفيدة. وأشار “الأحمدي” إلى أن سبب تراكم المخلفات هو تراخي الجهات المعنية وعدم معاقبتها لمن يلقون بهذه المخلفات، وترك الأراضي مكشوفة وعدم تسويرها من قبل ملاكها، مبيناً أنه وصل حجم النفايات الناتجة عن مشروعات البناء والهدم في جدة إلى أكثر من ستة ملايين طن سنوياً، والتي أصبحت تشكل عبئاً على المنظر العام للمدينة وتشكل تلوثاً كبيراً لها. الزواحف جار سوء فيما قال المواطن يوسف الراشد من قاطني مخطط الفهد شرق طريق الحرمين إن حاويات نقل نفايات البناء داخل الحي قليلة، محذرا من تفاقم الوضع مع اقتراب فصل الصيف الذى تتكاثر فيه الزواحف والفئران وتسبب مشاكل صحية للأهالي ويجب على الأمانة معالجة الوضع سريعا بتوفير حاويات لنقل نفايات البناء والضغط على المقاولين لإبعاد تلك المخلفات أولا بأول عن الحي وتفادي ما تخلفه من أضرار. وأشار الراشد إلى أنه لا تزال أسراب البعوض والحشرات والجرذان تجوب أنحاء الحي بعد أن توفرت لها البيئة الملائمة للعيش والتكاثر فيها جراء أكوام المخلفات والنفايات وبقايا المركبات وحفر الزيت ومخلفات البناء وأطنان الخشب التى تشبعت بالمياه لتتحول إلى أعشاش للديدان. مشيرًا إلى أن الحي يفتقر إلى أعمال التنظيف والصيانة، كما يفتقر إلى أعمال الرش للحد من تكاثر تلك الآفات، حيث نعاني منها صباحاً ومساءً. من جهته أكد أبو يزن الزهراني أنه على الرغم من الأنظمة واللوائح البلدية التى وضعت للحد من القاء مخلفات البناء إضافة إلى تجريم هذه الممارسات قانونيًا من خلال العقوبات والجزاءات المنصوصة إلا أنه لا يطبق أى منها فى الحى الأمر الذي دفع بعض السكان إلى إيجاد حلول مؤقتة لرفع معاناتهم، من بينها استئجار شاحنة متخصصة لرفع الأنقاض والمخلفات عن قرب منزلهم وردم الأرض على نفقاتهم الشخصية، أما البعض الآخر فلا يزال على قائمة الانتظار على أمل تدخّل الجهات المسؤولة، ووضع حلول عاجلة تُعيد لهم حيهم كما كان . وأشار “الزهراني” إلى أن أكثر ما يخشاه أهالي مخطط حي الفهد من تأخر تدخّل الجهات المعنية، كون وجود هذه المخلفات قرب المباني قد يودي بمشاكل صحية. وتابع قائلا :”أعانى وأسرتى طيلة الفترة الماضية من وجود مخلفات مبان على جانب منزلي، واثناء سقوط الأمطار كاد يؤدي ذلك لكارثة بيئية لذا اضطررتُ إلى إزالة هذه المخلفات بنفسي، وكذلك ردم بعضا من الأرض على حسابي الخاص”. وطالب الجهات المختصة إجراء حملة تفتيشية على المباني قيد الإنشاء بالحي والوقوف على هذه المخلفات والتواصل مع مسببها وأزالتها فورا، للمحافظة على نظافة المواقع، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال أصحاب المخالفات، وتطبيق الغرامات بحقها مع ضرورة توافر الاشتراطات عند البناء مثل وجود حاوية للمخلفات في الموقع وعدم الرمي بالمواقع المجاورة والعمل علة جدار حول موقع الإنشاء يحمي المارة والمباني المجاورة من مخاطر سقوط المخلفات أو المعدات ومواد البناء، وعدم رمي مخلفات البناء في الموقع، أو وضع مواد البناء في الشارع ورمي الأنقاض في الأراضي المجاورة. 10000 ريال غرامة الجدير بالذكر أن الغرامات المنشورة في موقع أمانة محافظة جدة على إلقاء مخلفات البناء في غير المواقع المخصص وغيرها ، حيث تطبق غرامة قدرها 10000 ريال على عدم تخصيص حاوية لمخلفات البناء والهدم ، أو عدم نقل مخالفات البناء والهدم للأماكن المخصصة أوعدم التزام مقاول البناء بتعاقد مع مقاولين مؤهلين لنقل المخلفات ، وكذلك تكديس النفايات أو تجميعها وتخزينها ، أو استخدام موقع أو منشأة للتخلص من النفايات ، إلقاء المخلفات خارج الحاوية أو تغيير مكان الحاوية، إلقاء النفايات بالشوارع والحدائق، عدم المحافظة على نظافة ما حول المنشأة. وفرض غرامة قدرها 2000 ريال على عدم تخصيص أماكن لتجميع النفايات بغرض استغلال تجاري بدون تصريح وجمع النفايات وحرقها أو إعادة تدويرها بدون تصريح ،ونبش الحاويات وعرقلة وضع الحاويات في مكانها أو منع الآخرين من استخدامها.