أفاد المتحدث باسم الأممالمتحدة، أن الجنرال باتريك كاميرت، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في اليمن، يواصل عمله، بخلاف ما رددته بعض التقارير الإعلامية. وكان موكب كاميرت قد تعرض الأسبوع الماضي للاستهداف بأعيرة من أسلحة رشاشة من قبل ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، وذلك عقب لقائه اللجنة الحكومية. وتمكن كاميرت من الوصول إلى مقر وفد حكومة الشرعية في اللجنة المشتركة شرقي مدينة الحديدة، بعد رفض مليشيات الحوثي السماح له بالمرور من مقر إقامته في المدينة إلى مناطق الشرعية. وأجبر الانقلابيون المسؤول الدولي على الانتظار “نحو 5 ساعات قبل أن يسمحوا له بالانتقال إلى مناطق قوات المقاومة المشتركة في الجبهة الشرقية، لإجراء لقاء مع ممثلي الحكومة الشرعية”، لتستهدف الميليشيات بعد ذلك موكبه دون أن يصاب بأذى، حسب الأممالمتحدة، التي أكدت سلامة مراقبيها بعد تقارير عن “إطلاق نار” في اليمن. وفى الاثناء غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث وباتريك كاميرت، العاصمة صنعاء وقالت مصادر يمنية إن جريفيث وكاميرت غادرا مطار صنعاء، دون أن يصرحا لوسائل الإعلام التي لم يسمح لها أيضا بالتصوير في المطار. وأضافت المصادر أن “المسؤولين الدوليين، من المقرر أن يتوجها إلى الرياض، للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية”. ووصل جريفيث الاثنين، إلى صنعاء، لبحث مستجدات الأزمة في ظل تعنت مليشيا الحوثي الانقلابية في تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم. وجاءت الزيارة في ظل استمرار مليشيا الحوثي في خلق العراقيل أمام تنفيذ اتفاقات ستوكهولم بخصوص الوضع في مدينة الحديدة وتبادل الأسرى والمعتقلين، وانقلابها على الجنرال كاميرت الذي تم رفض التعامل معه من قبل الانقلابيين. في غضون ذلك أفادت مصادر حكومية يمنية ل”قناة العربية” بأن خلافاً حادا نشب بين كاميرت، وغريفثس، بعد اعتراض كاميرت على عملية إعادة الانتشار الصورية التي قامت بها ميليشيات الحوثي في ميناء الحديدة من خلال سحب عناصرها بلباس مدني، وتسليم الميناء لحوثيين آخرين بلباس قوات خفر السواحل. وبحسب المصادر، فقد رفض كاميرت أسلوب المراضاة الذي يتبعه غريفثس مع الحوثيين، وأراد التعامل معهم بصرامة. وفى سياق متصل رصد تقرير لوزارة حقوق الإنسان اليمنية آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإيرانية على مدار العام الماضي صنعاء وتعز، طالت السكان والمساعدات الإنسانية والمرافق العامة. وذكر التقرير أن ميليشيات الحوثي الإيرانية ارتكبت على مدار عام 2018، 3115 انتهاكا بحق المواطنين في العاصمة صنعاء، وشملت الانتهاكات 10 مديريات. وأشار التقرير إلى 529 انتهاكا ارتكبها الحوثيون في مديرية السبعين وسط صنعاء، وتجاهلت المنظمات الدولية هذه الانتهاكات، ولم تأت على ذكرها في تقاريرها. وتنوعت انتهاكات الحوثيين بين القتل والإصابة والتجنيد والاختطاف والإخفاء القسري. واستعرض التقرير اليمني الحكومي انتهاكات الميليشيات في ما يتعلق بسرقة المساعدات الإنسانية والإغاثية. وجاء التقرير على ذكر 59 حالة قتل، و388 حالة قمع للسكان، و762 حالة اختطاف، و172 حالة إقصاء وظيفي، و172 اعتداء على المنشآت العامة و137 تعديا على المنشآت الخاصة. وبحسب التقرير تعرضت 32 امرأة يمنية للاختطاف على أيدي ميليشيات الحوثي الإيرانية على مدار العام الماضي، في كل من مديريات التحرير وشعوب ومعين والصافية والوحدة، كما شهدت مديرية السبعين اعتقال مسنين اثنين. وأدى التعذيب الذي تعرض له 143 مختطفا على يد الميليشيات في صنعاء إلى مقتل 7 أشخاص، في حين لا يزال مصير 28 آخرين مجهولا، بحسب تقرير وزارة حقوق الإنسان اليمنية. وتحدث التقرير عن تجنيد 450 طفلا تحت سن الثامنة عشرة، كلهم خضعوا للتعبئة عن طريق لجان حوثية نظمت عددا من الحملات الطائفية في المدارس الحكومية والأهلية بغرض تجنيدهم. أما في مدينة تعز، فقد رصد مركز “المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان” 1890 انتهاكا خلال العام الماضي، مما جعلها تتصدر المدن اليمنية الأكثر عرضة للانتهاكات الحوثية. وبحسب تقرير المركز الحقوقي فإن الحوثيين ارتكبوا 17 مجزرة ضد المدنيين في المدينة، إلى جانب تفجير 20 منزلا، وتدمير 274 منشأة من الممتلكات العامة. وقتلت ميليشيات الحوثي الإيرانية في مدينة تعز على مدار 2018، 310 أشخاص، من بينهم 40 امرأة و44 طفلا، إذ قتل 155 مدنيا بالقنص المباشر وقذائف الهاون والكاتيوشا والألغام. وأودت الاشتباكات المسلحة للعناصر الخارجة عن القانون بحياة 59 مدنيا، فيما تسبب مجهولون بمقتل 37 شخصا من جراء الاغتيالات بالرصاص أو العبوات الناسفة، وفق التقرير. وسجل المركز 55 حالة اختطاف، منها 24 حالة يقف وراءها المسلحون خارج إطار الدولة. وتسببت الميليشيات الحوثية بتهجير 616 عائلة من مناطقهم في غرب تعز خلال العام الماضي، بعد ما قامت بقصفها وزرعها بالألغام.