كلنا مشتقون من النسيان، ويظل أمير الأهلي خالد بن عبدالله بعيداً عن كل الألقاب إنسان بلا نسيان، فهو يؤمن بأن الماضي يقود للحاضر ويعيد رسم خطوات المستقبل. يولي الماضي كثيراً من حياته لذلك لا يجاريه في الحب أحد، فكثيرا ما ينكسر الأهلي ويعود بقرار من خالد، فماضيه كحاضره ليس فيه ما يسيء. هو رجل يقدم وطنه قبل نفسه ، لذلك بات رقما صعبا في الرياضة لا يجاريه أحد. قدم للأهلي أكثر من غيره، ويكفي أن نتذكر أولوية الدوري والكأس، وأن نتذكر جلب مارداونا، وأن نتذكر سنه لسنة الوفاء داخل قلعته من خلال مهرجانات الاعتزال التي كان يتكفل بها، وإهتمامه بكل الفرق والألعاب. أوليس هو صاحب فكرة اليوبيل الذهبي التي فعلها ليفعلها بعده المنافس بربع قرن، كل ذلك جعل من الأهلي مختلفا. وعندما يذكر الأهلي يمتد أسم الأمير عبدالله الفيصل المؤسس الفعلي للقلعة والرجل الذي قدم خالد للرياضة، ولن أختزل الفيصل «يرحمه الله» في ماضي الأهلي فما قدمه لناديه يجعل الإرتباط بينهما قائم ومستمر حتى وأن غيب الموت المؤسس لرياضة الوطن. ما سبق لكشف حقيقة اطلاق مسمى عبدالله الفيصل على مركز الأهلي الفاخر في شارع التحلية، والذي يعمل على صناعة الأجيال، فماحدث في التدشين ليس تسمية عابرة أو من باب المصادفة بل هي تمسك بالجذور. فالقرار يجعل الأهلي قريبا من جذوره، والأمير خالد بذلك يؤكد اهتمامه بالجذور. ولازلت اذكر اندهاشي عندما نقل مسمى عبدالله الفيصل من ملعب الأهلي لملعب جدة، وقتها كنت اقول اين هي جذور الأهلي ومن يحاول اجتزاز الأهلي من جذره الرئيسي وشريان حياته الأمير عبدالله الفيصل؟. وهاهو الأمير خالد بن عبدالله يعيد للأهلي جذره الأساسي، ويعيد للأهلي وقاره بصياغة تاريخه واعادته مجددا للواجهة. المركز يهتم بماضي الأهلي من خلال ارشيفه ومتحفه، وبحاضر الأهلي من خلال لاعبيه، ومستقبل الأهلي من خلال صناعة فرقه. وعبدالله الفيصل ماضي وحاضر ومستقبل، وخالد بن عبدالله مجرد إنسان، وليس أجمل من أن تكون إنساناً في زمن النسيان. [email protected]