مهما اختلفنا في الصور والأشكال والألوان.. نظل متفقين في المشاعر والأحاسيس، إلا أن الاختلاف فيها يكون بدرجة وقوعها في النفس وتقبلنا لها، وعلى الرغم من اتفاقنا على تلك المشاعر.. إلا أنني أجحفك حقك عندما أقول أنا أشعر بك، فالحقيقة أنا أشعر بالشعور نفسه الذي اجتاحك عندما اجتاحني في مرات أخر، والخطأ الأكبر عندما تخبرني أنك تضع نفسك مكاني، هي ليست سوى خدعة يمارسها المعالج النفسي ليوهم من أمامه بأنه يعلم ما يجول في نفسك ويسبب لك التعب، فيا لها من كارثة إذا أخذ ذلك المعالج كل حالة تمر به، وهو يحمل على عاتقه أن يضع نفسه مكانها. منذ بداية عملي في المجال الإرشادي كانت المعضلة عندي أن لا أجد حلا لمن تقف أمامي وقد أسودت الدنيا في نظرها، وظنت أن كل الأبواب قد أغلقت، فأعود لبيتي مثقلة بهم الفشل في إصلاح مشاكل العباد، إلى أن صادفتني إحدى المشرفات وقد لمست من حديثي تلك المعاناة التي أعيشها فبادرتني قائلة.. لن تستطيعي حل مشاكل البشر لأنك لستي صاحبة المشكلة.. أولم يضعوني في هذا المكان لنقوم بحل المشكلات..؟ (ابتسمت في حنو) لا يا بنتي نحن لا نحل المشاكل لأننا لا نعيشها ونعرف كل أبعادها نحن فقط نعلم ما يقال لنا وما يقال ليس الواقع دائماً إذا ماهو دورنا أو ما فائدتنا..؟ دورنا أن نساعد في إرشاد الأشخاص كيف يضعون حلولا لمشاكلهم، ونفكر معهم ونحن خارج حدود التأثر الذي يشعرون به. قد يكون ذلك الحوار أزاح الكثير مما في نفسي، إلا أنه بقي في داخلي الشعور بالعجز عندما أرى في عيونهم كلمة (لم تساعديني). جميعنا ينتابنا هذا الإحساس نحو شخص ما، نعتقد أننا لو ذهبنا إليه نعود وقد انجلت مشكلاتنا، وإذا لم يحدث ذلك نرجع بكسرة في دواخلنا أننا عقدنا عليه الآمال سداً.. هناك رحمة في كل أمر، حتى ذلك الذي أبكانا في ظلام الليل، وأفقنا منه في الصباح محملين بصداع في الرأس وانتفاخ في العين، فقط نحتاج البحث عن باب الرحمة ذاك الذي أدرنا له ظهورنا ونسيناه… للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid