في الآونة الأخيرة، تردد، وسمعنا كثيراً ،عبارة “التعصب الرياضي” ورغبة الكثير من مكونات المنظومة الرياضية؛ سواءً كانوا أفراداً أو جماعات أو هيئات أو مؤسسات في إيجاد حلول لها، وبالرغم من طرح هذه القضية للنقاش والبحث والمداولة، ولكن للأسف، وكما يقال في المثل الدارج: ( ليالي العيد تبان من عصاريها ) لم نجد في جُل ماطرح- إن لم يكن في كُل ماطرح- مايستحق الالتفات له كنتاج جدي لهذا الطرح؛ ليكون نواة لحلول جادة وفاعلة يمكن تطبيقها، والاستفادة منها، وذلك ليس لسوء فكر من طرحها أو لضعف قدراتهم التحليلية، أولسطحية الطرح وسذاجته، بل لأنهم كانوا كمن كان يدور حول الحمى؛ خشية أن يقع فيه، وضعوا تحت كلمة الخشية تلك ألف خط ، لأنهم ذهبوا جميعاً إلى النتائج، وأفرطوا في تحليلها، لأنها لن تفضح ألوانهم الرمادية، وسياستهم في مسك العصا من المنتصف، للبقاء في منابر الشهرة والأضواء؛ لكي يهربوا من البحث عن مسبباتها الحقيقية الجادة. إن التعصب الرياضي وببساطة شديدة هو نتيجة وليس ظاهرة بحد ذاته؛ حتى تدرس، والأولى أن نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء ظهوره، وتفشيه في أكبر شرائح المجتمع ( الشباب )، فالعدالة بين الجميع مطلب وسنُ القوانين الثابتة غير القابلة للتلون مطلب وتنويع مشارب الاختيار في المنظومة الرياضية، وعدم احتكارها مطلب والوضوح والشفافية مع كل الألوان الرياضية مطلب. كل هذا هو أساس تكون مفهوم التعصب الرياضي، وبدون أن نجد لكل ماذكرته حلولا جذرية، سيظل التعصب الرياضي يستشري ويستفحل كالسرطان في جسد رياضتنا المحلية، حتى نصل ليوم- لاسمح الله- نجد فيه أنفسنا كالحرباء التي لها ألف لون، وللأسف الخاسر الوحيد اللون الأخضر، لون منتخبنا السيد العظيم، الذي أخفته ألوان التعصب الرمادية خلف أستارها، إلى ما شاء الله. وفي نهاية المطاف أصبح التعصب الرياضي بضاعة الكل، وليست قضيتهم، وينادي بها القاضي والمتهم والمحامي على حد سواء، في مشهد هزلي مضحكً مبكٍ، للأسف، وكل هذا على حساب وطننا الغالي ومنتخبنا الغائب.