العاشر من شهر شوال هو حدث ، يحتاج إلى تجهيزات غير مسبوقة، خاصة وأنه حدث طال انتظاره من الجانب النسائي بقدر كبير.. ومن جانب بعض الرجال أيضا، على سبيل التقليل من الصداع المفّتعل بسبب المشاوير، التي يُنظر إليها على أنها خارج نطاق الضرورة الملحّة. سؤال تكرر عليّ منذ صدور القرار، وأصبح يتكرر أكثر تزامناً مع اقتراب الحدث، حتى من أقرب المقربين: ** حتسوقي في 10/10 ..؟ وكأن هذه الخطوة لا تحتاج إلى استعداد مسبق كالتدريب مثلاً، وهو الأمر الذي لم أقدم عليه إلى هذه اللحظة، وليس ذلك لعدم رغبتي في الإقدام على الأمر.. إنما هو استراتيجية من نوع ما بهدف المتابعة من خارج الإطار، قبل النزول إلى الميدان.. ولعلي لست وحدي في هذه الاستراتيجية.. بل أن الكثيرات غيري قد انتهجن نهجي. مع أن الحماس والرغبة في الاستغناء عن وسيط بيني وبين اتمامي لاحتياجاتي تدفعني للإقدام فوراً ودون تردد. قرار كهذا حتى لو لم يقابل التأييد الجماعي.. إلا أنه كان لابد له من الظهور، خاصة وأن أحد أهداف القرار النفع الاقتصادي الذي سيعود على المجتمع وفقاً لرؤية المملكة العربية السعودية، من حيث تقليص نسبة كبيرة من استقدام السائقين، وإشراك المرأة في سوق العمل بصورة فعّالة، من خلال إزاحة المعيقات التي تحد من مساهمتها وتأدية دورها، ونحن على يقين أنها خطوة نحو تحقيق الأهداف المرجوة. إنما السؤال الذي قد يدور في أذهان البعض.. كيف سيتم، وماهي نتائجه، وهل جاهزية جميع الأطراف المعنية على الوجه الأكمل والصحيح، ومدى استعداد المجتمع لنقلة من هذا النوع..؟ خاصة وأننا وفي الوضع الحالي نجد بعض التجاوزات التي لا ترتبط بقانون أو لوائح.. بقدر احتكامها على أخلاقيات نشأ عليها الفرد وأصبح يتعامل بها مع من حوله. " القيادة فن وذوق وأخلاق" عبارة سمعناها كثيراً بل قرأناها مكتوبة على بعض الشاحنات والمركبات الكبيرة من باب النصح أو حتى على سبيل الزينة و رددناها بأفواهنا فقط، وعندما طالبونا بتطبيقها تبخرت، كما تتبخر كلمات ببغاء فصيح أصابته الشيخوخة. حتماً نستطيع أن نتعلم فنيات القيادة ونمارسها "بحرفنة" بالتدريب ومن ثم الخبرة، ولكن هل سنتعلم الذوق والأخلاق واحترام حق الطريق..؟ هذا الميدان يا حميدان. للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid