تبقى السيرة النقية الوفية في فكره وأسلوبه. وخلقه وتعامله وتواضعه وفي الوزارات التي تقلدها لا يستعلي ولا يدعي ولا يحقد. بل يشجع ويتقبل ويستشير، وهو إذا ما أطلق اسم الشيخ حسن "في مجلس فانه صار علماً عليه، ولا ينصرف الذهن إلا إليه. يضيف الأستاذ عبدالرحمن الشبيلي: ولم تكن تلك السجايا المحببة في شخصيته كل ما اشتهر به في العمر القصير الذي عاشه، بل شهد له المجتمع بالنجاح في التوسع الافقي العريض في نشر مؤسسات التعليم العام وامتداده في كل الانحاء المعزولة والمتناثرة والغائبة في البوادي والواحات والجبال، في الصحراء، مواصلا برنامج سلفه الأمير "الملك" فهد الذي استحدث وزارة المعارف "1953" وامضى نحو تسعة سنوات قبل ان ينتقل الى موقع سيادي أعلى، حيث خلفه في الوزارة لعام واحد الشقيق الأكبر للشيخ حسن "عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ" تعليمياً توجث السنوات التي تولى فيها "الشيخ حسن" أعباء وزارة المعارف ثم وزارة التعليم العالي فيما بعد بنجاحات نوعية كثيرة من حيث متطلباتها البشرية والصحية والإدارية واللوجستية، بما في ذلك فكرة تفقدية الطلاب عدة سنوات، وبالتوسع النوعي والكمي في برامج التعليم الفني، وبإيفاد البعثات الى مختلف بلدان العالم وبإضافة ست جامعات مع جامعة الملك سعود التي أسست في منتصف عهد الملك سعود "1957" وحظيت الجامعات السبع باستقلالية ومرونة إدارية متطورة تليق بمكانتها، وأصبحت صروحاً ثقافية وبحثية مزدهرة وتأسست بمسعى منه وتحت رئاسته ومؤسسات ثقافية مهمة في مقدمتها دارة الملك عبدالعزيز "1972" التي أصبحت مركزاً مستقلاً لتوثيق التاريخ الوطني، والندوة العالمية للشباب الإسلامي "1972" والمجلة العربية "1975" التي آلت مرجعيتها لوزارة الثقافة والإعلام حاليا، ويضيف الأستاذ الشبيلي بأن العلامة الفارقة التي لا يكتمل الحديث عنه بدونها، هي ملكته الأدبية والفكرية والعلمية فهو واسع الاطلاع، صاحب قلم انيق الكلمة والحرف، رفيع العبارة مع الايجاز، يملك ناصية البيان اذا خطب او تحدث او كتب او راسل، مع خط جميل راق، وادب جم، وقد دأب مع فهم القراءة ومتابعة الحركة الثقافية، مع مواصلة خاصته ومحبيه. بمئات الرسائل التي اكتشفوا عنها بعد وفاته، وعلى تسجيل احاديث إذاعية في السيرة النبوية وغيرها. وكتابة مقالات أسبوعية بخواطر إصلاحية مستنيرة ونقد اجتماعي بناء بعبارات موجزة وبعناوين متنوعة وكتابات خواطر جريئة خطوة على الطريق الطويل. والى الأسبوع القادم إن شاء الله لنتواصل مع مقتطفات من السيرة العطرة عن الاديب والعالم الفاضل الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله.