1 – 3 ماذا أقول. وماذا أكتب عن علم بارز. وأديب. ووزير. وإنسان كبير. في قامة معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، رحمه الله. إنسان متعدد المواهب في جميع المجالات – ترك إرثاً إدارياً. وحضارياً وثقافياً، وترك الحب الكبير في قلوب الناس جميعاً. جاءتني هذه الخواطر أنا وزميلي وصديقي الأستاذ حماد ساطي. عندما كنا نعمل مراسلين لجريدة الجزيرة، نتلقى توجيهات أستاذنا القدير خالد المالك "أبو بشار" حفظه الله. رئيس التحرير. نتذكر تلك السنوات الجميلة التي كنا نزور فيها بين وقت وآخر معالي الشيخ حسن في مكتبه في معشي بالطائف. نتصيد الأخبار. وكان رحمه الله دائم التشجيع لنا بروحه الأبوية الإنسانية الفذة. نعم العظماء يبقون في الذاكرة عطاء ووفاء وإخلاصاً لدينهم ووطنهم وقيادتهم، وسيرتهم العطرة يستضاء بها. وتدعوني المناسبة في الحديث عن معالي الشيخ حسن آل الشيخ إلى النقل مما كتبه الأستاذ القدير الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بأن الشيخ حسن، رحمه الله، من أعلام الفكر والتربية الذين تعلق القلم بالكتابة عن سيرتهم منذ أن ولج الحبر في عالم السير والتراجم قبل أكثر من عقدين، يرد اسمه في رأس القائمة، مضيفاً: وكان الخاطر يترقب المشاركة في ندوة موعودة عن سيرته في نادي الرياض الأدبي. فإذا هي تتأخر، وبقي القلم يستحث الوفاء، وقد مضى على رحيله ثلاثة عقود، تستوجب البدء بسطور موجزة عن سيرته لتعريف القراء الشباب به. والحديث موصول للشبيلي. إنه تخرج عام 1953 في أول منشأة جامعية سعودية "كلية الشريعة بمكة المكرمة" وعمل بالإشراف على القضاء ملازماً لوالده ثم أختير وهو في سن مبكرة وزيرا للمعارف "14 عاماً" وفي عهد الملك فيصل أضيفت إليه حقيبة وزارة الصحة "1966 – 1970" وصار في عهد الملك خالد وزيرا للتعليم العالي عند استحداثه، وبقى فيه 12 عاما، حيث فاجأته المنية وهو على رأس العمل عن خمسة وخمسين عاماً دون أن يتمكن من تدوين سيرته، التي كان يبدع في تصويرها بأسلوبه دون غيره. ومما قيل عنه كتابة أو رواية أو مجالسة. الكل يجمعون على صور منطبعة في أذهانهم عنه. يشكل الحياء والعطاء أبرز ملامحها. وأنه انفرد ب "كاريزما" استثنائية بين المسؤولين من جيله؛ بكونه لين الجانب. لا يرد مطلباً أو شفاعة – يصدق عليه قول الفرزدق، في قصيدته الميمية المعروفة . فإذا لم يستطع تحقيق طلب السائل … فإنه لا يرجع منه إلا طيب الخاطر. أو بالبديل المناسب، وقد تأثر العاملون معه بإيجابيته في التسهيل والمرونة لأنهم يدركون رغبته. ولأن الامر لو وصل إليه لن يرده. وفي السياق نفسه يحدثني الشيخ عايد عواد القويعاني البلوي من تبوك. يقول: إن للشيخ حسن حبا ومحبة واحتراما في كل القلوب، وقد عرفته عن قرب في حبه للجميع وتقديره لكل من راجعه طالباً شفاعة خير . رحم الله الشيخ، رحمة الأبرار. نعم تبقى السيرة العطرة يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل.