الرسالة الإعلامية تبدأ من أفعال الأشخاص، وليس من أقوالهم، بل تؤثر في حالة الفعل بشكل يليق بها؛ كرسالة يُفترض فيها المصداقية والموضوعية، وستأتي الموضوعية هنا من خلال تبني الشخص لأفكاره، وانعكاسها على سلوكه. ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، يعكس عبر هذا السلوك رسالته، التي انتظرها إعلامنا طويلًا، وسعى على مدى سنوات للوصول إلى الهدف دون أن يستطيع ذلك، لماذا؟ لأن ما كان يُقال على منابر الإعلام لا ينفذ، ولكن العواد استطاع أن يكسر هذه القاعدة، وأن ينفذ ما يعد به. إن الرجل يعمل بشكل لم ألاحظه من قبل في وزراء الإعلام ممن سبقه، بل ويقدم الصورة الملحوظة لما يحمله الهمّ الإعلامي في بلدنا، ولعل نتائج تبنيه للرسالة الإعلامية الهادفة بدأت تظهر للعيان، فمن خلال مركز التواصل الدولي، استطاع أن يوصل صوت المملكة إلى الخارج بشكل مختلف، عمّا كان عليه سابقًا، حيث إن العمل سابقًا كان يقوم على الاجتهادات الفردية من السفراء، مثلما كان يفعل هو في ألمانيا. وهو عبر هذا المركز أحال الأفكار الفردية إلى أعمال مؤسساتية، عبر هذا المركز، الذي بدأنا نجني ثماره في تحسين الصورة عن المملكة في الخارج. ثم إن عمله على ربط الخارج بالداخل وانعكاس الداخل على الخارج، جاء عبر مركز التواصل الحكومي، الذي يسعى إلى توحيد الرسالة الإعلامية، والعمل على أن تظهر بمنطقية وبشفافية؛ كي يرى العالم مدى التطور الهائل في الرأي وحرية الرأي في المملكة. تعرفون، أنني لا أكتب عن الأشخاص منذ أن دخلت الصحافة قبل 25 سنة، وأعرف أن الوزير العواد لا يحبذ الإطراء، ولكن هذه الشخصية لفتت انتباهي، وهي تعمل برتم متسارع، ومدروس في نفس الوقت، وتقرأ الأحداث بشكل منطقي، وتحلل، وتستدعي الشواهد، وتستشير أهل الصنعة في الإعلام كي يصل إلى قرارات تصب في مصلحة الإعلاميين، وفي مصلحة الوطن أولا، فالوطن عانى كثيرًا من خلط الكثير من المفاهيم، وسعى البعض ممن لهم أهداف غير سويّة إلى خلخلة مجتمعنا، ولكن وعبر مرتكزات وضعها الأمير الشاب محمد بن سلمان، تعمل الوزارة في ظله لكشف الغمة، والوصول بالمجتمع إلى طريق مبهج، يسيرون فيه وهم يشعرون أن المستقبل أكثر اشراقًا. "إن من يعمل لا بد أن يخطئ، ويجب ألا نقسو عليه" وهي جملة كثيرًا ما يرددها العواد في اجتماعاته التي لا تتوقف، ومن مثل هذه الجملة تأتي الإيجابية التي يتوخاها، والتي يريد من ورائها أن نأخذ بيد المخطئ أو المتعثر كي يقوم من كبوته، لا أن نعمد إلى تكسير مجاديفه. كما أنه ليس من المنطق أن نعكس سنوات من تراكمات على ما يمر به الحاضر. إن البِناء البَنّاء يبدأ من اليوم، وستشعر به الأجيال القادمة، ونحن الآن نتلمس التغيير في الحركة الإعلامية، وفي المجتمع بشكل عام. رجل قادم بشكل سيبهر الإعلاميين لدينا.