عندما حذر معالي وزير الثقافة والإعلام د. عوّاد بن صالح العوّاد من مغبة استغلال القرارات الإيجابية التي تتخذها المملكة في أعمال فنية لا تتفق مع القيم والمعايير الأخلاقية التي نصت عليها السياسة الإعلامية السعودية، كانت الرسالة تحقيق الردع العام عبر الردع الخاص بعدما تم استفزاز الجمهور السعودي أكثر من مرة عبر الترويج لأعمال يتصدر مشهدها أسماء لا يوافق السعوديون على سلوكها أو تواجدها حتى تمثلهم أو تشارك في نهضتهم الإعلامية أو الثقافية أو حتى الفنية. تحذيرات معالي الوزير طمأنت الرأي العام وأكدت أن الوزارة ملتزمة بتحقيق ما يريده أفراد المجتمع ويرضونه، وأن رسالة الوزارة هي تطبيق هذا المعنى بأفضل الطرق وأكثرها محافظة على مبادئ المجتمع السعودي وقيمه وأهمها «الانفتاح الفني والثقافي.. بدون انحلال»، برغم أننا كنا على ثقة تامة بأن ما يروج له البعض ليست أكثر من أضغاث أحلام لا يمكن أن تُجاز أو تبصر النور يوماً، حدودها مخيلات أصحابها فقط ممن أطلقوها وروجوا لها مجاملةً لبعضهم البعض وطمعاً في رضا الجمهور السعودي. موقف معالي الوزير جاء حازماً تجاه كل من تسول له نفسه ممن زجوا بأنفسهم في عالم «الإنتاج» سواءً البرامجي أو الدرامي لاستغلال القضايا السعودية لتحقيق مصالحهم الشخصية ومحاولة نشر الانحلال، وها هي المطالبات بمحاسبة من يفعل ذلك أو يأتي بمن يفعله بدلاً عنه تتصاعد على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن وجود مثل هذه الشخصيات في الفن أو الإعلام غير لائق بمجتمعنا، خاصةً وأن المملكة وثوابتها وقيم مجتمعها المحافظ فرض واجب احترامه على الجميع، تقديراً لخصوصية هذا الوطن الذي يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وقيمة وليس العكس. وفي نفس السياق، امتدت المطالبات بمحاسبة من يقدم الدعوات والتسهيلات لأسماء يراها المجتمع السعودي غير لائقة من قبل عدد كبير من الإعلاميين السعوديين، معتبرين أن هؤلاء هم من يستحقون العقاب لأنهم كالشخص الذي يقوم بإدخال جراثيم أو مواد ضارة إلى الوطن، على اعتبار أن كليهما مجرم مع اختلاف الجريمة والإساءة!. قرار معالي وزير الثقافة والإعلام سبقه قرار حازم بضرورة احترام خصوصية المرأة السعودية وتمثيلها بشكل جيد إعلامياً ودرامياً، وهما رسالة للمنتجين بضرورة التمعن والانتقاء وإعادة النظر أكثر من مرة في كل دور يمثل المرأة السعودية وكل شخصية تُرشح لذلك، ولو كان هناك من لم يستوعب قرارات د. العوّاد السابقة في هذا الشأن أو تصرف وكأنه لا يفهمها، فهو بالتأكيد اليوم أكثر من يعي الرسالة ويعيش حالة خوف من تبعاتها التي لن تنتهي عند هذا الحد. Your browser does not support the video tag.