منذ اعتماد جده التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو في 23 شعبان 1435ه الموافق 21 يونيو 2014م ، هناك جهود لم تنقطع من جهات عديدة تعمل على تحسين وضع جده التاريخية، مع اجتهادات يشكر كل من ساهم في التخطيط لها وتنفيذها. أما عن فكرة الدكتور هاشم النمر بإنشاء" هيئة خاصة بالمنطقة التاريخية بجدة" من ضمن اقتراحات عديدة قدمها في مقاله في جريدة البلاد (العدد 22216 في 17/6/1439ه)، فتتسم بتركيز الاجتهادات في قالب واحد، ضمن خطة معتمدة من أمير المنطقة… سيكون لها الأثر في المحافظة المستدامة على مدينتنا الحبيبة جدة، بما تحتويه من إرثٍ معماري حجازي بديع يتمثل في بيوتها وأزقتها، وجميع مقتنياتنا التاريخية والدينية من مساجد وأسواق وأدوات عملية بسيطة ، مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا التي نفتخر بها. وقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- بتشكيل فريق عمل لدراسة تكاليف الأعمال اللازمة للمحافظة على جده التاريخية، فعلينا وضع قوائم محددة ومقننة تعرض أهم الأعمال التي تضمن المحافظة المستدامة لجدة التاريخية، مع النظر بفتح آفاق تمويل ذاتية مستمرة من استثمارات سياحية واقتصادية. وأتقدم بالإضافة إلى ما أقترحه الدكتور هاشم بقائمة قد يكون نُوقش بعضها في ورش العمل ، وذلك للنظر فيها، والاستفادة مما يمكن تنفيذه منها في هذه المرحلة : إيقاف أي عمليات هدر لما تبقى من المباني بمساهمة أمانة جدة في المشاركة مع الملاك بصيانة سريعة للمباني الآيلة للسقوط. وطبعًا عدم السماح بإزالة أي من مباني جده التاريخية من الآن فصاعدًا. وضع مواصفات وإجراءات محددة لصيانة وتحديث جميع المباني والأزقة والبرحات التاريخية القديمة، وذلك بعد القيام بدراسة الإبداع البيئي والمعماري لجدة التاريخية. وأقترح تكوين لجنة معمارية وهندسية تتمثل في الباقي من الممارسين والعارفين بأسرار المعمار الحجازي، ومتخصصين من الهيئة السعودية للمهندسين. ويشمل وضع إجراءات للأعمال الكهربائية -لم تكن ضمن معمارنا القديم- مع المحافظة على نظم التصريف الصحي القديمة وتوصيل مخرجاتها بنظام الصرف الصحي المشمول حديثًا. المحافظة على مابقي من مقتنيات قديمة، وعدم السماح ببيع أي من هذه المقتنيات إلا بعد أن تتم المحافظة عليها واقتناء بعض منها في متاحف جدة. تشكيل لجنة من الدفاع المدني والجهات المختصة الأخرى لتقييم وضع التمديدات الكهربائية في الأسواق والمباني العامة والخاصة، مع تقديم التوصيات السريعة لتفادي الحرائق، ومايتبعها من خسائر بشرية ومادية وتاريخية. تشجيع تجار مدينة جدة بالعودة إلى منازلهم وبيوتهم، وتحويلها إلى مكاتب تجارية رئيسية لمؤسساتهم. وبذلك نضمن صيانتها وتشغيلها ورعايتها. وسيوفر هذا المقترح زيارة التجار الأجانب من ضيوف وخلافه لجدة التاريخية .ومِمَّا يساعد أيضًا في إحياء المنطقة التاريخية ما اقترح بتحويل بعض البيوت إلى فنادق كنُزل للضيوف ومن يريدون تلمس ومعرفة حياتنا في البيوت القديمة. التأكد من أن خطط (مترو جدة) المرتقبة تشمل توفير خطوط نقل للركاب، ومرتادي جدة التاريخية، من المحطات الرئيسية إلى مواقع مختلفة حول المنطقة التاريخية. مع التأكيد على توفير بعض المواقف للسيارات داخل الأحياء وأخرى خارجها. إعداد برامج تدريبية نظرية للتعريف بالإبداع المعماري لمجموعة من الشباب السعودي، الذي يود الانخراط في أعمال الصيانة للمباني القديمة والمشاركة في بناء مبان جديدة على الطراز المعماري الحجازي القديم. وكذلك إعداد برامج تدريبية للشباب السعودي لإعطائهم الخبرة العملية في بناء وصيانة المباني المعمارية الحجازية، بما في ذلك الأعمال الخشبية للمشربيات والرواشين. الإشراف على أعمال الصيانة من قبل المكاتب الهندسية المتخصصة، التي يتم إعدادها وتهيئتها بأصول المعمار الحجازي، بعد حضورهم دورات تدريبية في هذا المجال. المحافظة علي موروثاتنا وقيمنا التي نفخر بها والمتأصلة في عاداتنا، وتقاليدنا وألعابنا الشعبية. وأقترح تكوين لجان متخصصة لتوثيق هذه الموروثات، وتسجيلها في المنظمات الدولية. وكذلك العمل على صياغة هذة الموروثات في جميع الفعاليات والملتقيات، والتأكيد على نقلها للأجيال الجديدة، للاستفادة منها في خطواتنا الواعدة لتحقيق رؤى المملكة. وفي الختام، أدعو الله، أن يسدد خطى جميع العاملين على المحافظة المستدامة على جدة التاريخية… وبالله التوفيق، [email protected]