ليس المهم أن نقول: إن المرأة هي نصف المجتمع، وأنها التي تربي نصفه الثاني، ولكن المهم أن نكون واثقين وموقنين بذلك .. إن نجاح أي مجتمع في التطور والتقدم والازدهار لا يأتي إلا بتمكين المرأة، ومساواة حقها الإنساني بحق الرجل. مع العلم أن مصطلحات التّمكين والمساواة وحقوق المرأة تثير حالة من التوتر، وعدم الرضى عند عدد من الناس ، سواءً كانوا رجالاً أو نساء ، ويمكن أن نلتمس العذر لهم بسبب إساءة بعض مدعي الحرية لاستخدام المعنى الحقيقي لهذه المصطلحات . هؤلاء الذين طالبوا بابتذال المرأة واستغلالها جنسياً وجسدياً ونفسياً تحت ستار المساواة والتمكين. والمفترض أنّ هذه الأفكار التي يقدمها البعض لا تكون عائقا في طريق أي مجتمع يعلم أنه لن ينهض إلا بإشراك المرأة في كافة المجالات بما يتناسب مع قدراتها وخلقتها وفطرتها التي أراد الله أن تكون عليها. إن تكريم المرأة والنظر إلى أهميتها جاء على يد رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- بعد أن كانت مسلوبة الإرادة منهوبة الميراث مهدورة الحق . فأصبحت المستشار والمعلم والمحارب بجانب المهمة الأساسية والمسئولة عنها، التي لم تتخلى عنها وهي رعاية البيت والقيام بشئونه. وبعد قرون أدرك العالم هذه الحقيقة فتمَّ تخصيص يوم للمرأة في الأممالمتحدة ، بعد تصويت الدول واتفاقها على يوم الثامن من مارس في كل عام ،يحتفل العالم بالإنجازات العلمية والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تَحقّقها النساء؛ حتى إن بعض الدول قامت بلفتة جميلة حيث إنها حولت هذا اليوم إلى إجازة للنساء تقديراً لهن. لقد أتاح اليوم العالمي للمرأة تسليط الضوء على كل ما قدمته سيدات مميزات من خدمات وإنجازات مما أعان على تحفيز نساء كثيرات في العالم على الاجتهاد في المطالبة بحقوقهن ، بعد أن كان اليأس والاستسلام قد نال منهن. عاما بعد عام في هذا اليوم ، تحشد الجمعيات النسائية والمهتمات بشئون المرأة في الوطن العربي تظاهرات ولقاءات واجتماعات، تهدف إلى التعريف بقضايا المرأة . صحيح أن الجهات المُنظّمة استطاعت تحقيق مكاسب ، ولكنها لم تحقق إلى الآن الأهداف المرجوة نظراً لقلة وعي المجتمعات وعدم وجود الإرادة القوية لإحداثِ التغيير ، كما أنه وللأسف هناك من له مصلحة في تجهيلِ المرأة والمسئول عنها، والمعروف أن الجهل بيئةٌ مناسبة لاستغلال الأقوياء للضعفاء . اليوم نحن في المملكة العربية السعودية، نحتفل مع العالم بيوم المرأة العالمي، ولدينا الكثير لنقدمه، ابتداء من دخولها للمعترك السياسي، وتقلدها مناصب كبيرة ومروراً بمساواتها بالرجل، فيما اختص به من قيادة السيارة ،والدخول الى الملاعب الرياضية ، وصولاً إلى القرار السامي بإصدار قانون عقوبات للتحرش. خلاصة القول يا جماعة.. تخصيص يوم لتكريم المرأة تأكيد لمكانتها عند الرجال؛ مهما زاد القيل والقال، وكثرة السؤال.