قال سبحانه وتعالى موجهاً نبيه إبراهيم الخليل عليه السلام منذ آلاف السنين:( وَأَذِّن) فانطلاقاً من هذا التوجيه العظيم شاءت إرادة الله أن يشع نور الأذان بالحج.. وتتعمق مشاعر التجاوب معه على مر العصور والأحقاب، فلم ينقطع التواصل معه، وبقيت الارادة الخالدة تشهد بعظمة نداء الخليل عليه السلام للناس بالحج.. وبعظمة الحج، وقد أخذ الحج مكانة عظيمة في الإسلام .. فكان الركن الخامس من أركان الإسلام لقوله تعالى:( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).. وقد عبر رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عن هذه المكانة بتأكيده المستمر على رفعة فريضة الحج ففي الحديث الشريف:( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) متفق عليه.. وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام:( من أتى هذا وفي خضم هذا التلاحم الأبدي المبارك بين الأرض المقدسة والمسلمين يبرز على الدوام الدور المتأصل بالمسؤولية لأبناء هذه البلاد حكومة وشعباً.. تجاه ضيوف الرحمن لذلك نعيد القول: ما الذي سيجنيه دعاة التشكيك في جهود المملكة، والمسلمون يتعايشون وينعمون بما يقدم لهم من رعاية وخدمات في بلاد الحرمين بالتأكيد لن يحصلوا إلا على الخيبات المتتالية، ولن يحصدوا إلا مرارة هزائمهم إعلامياً .. واجتماعياً وسياسياً، وفي المقابل ستظل المملكة العربية السعودية رائدة وقائدة للأمة الإسلامية دون منازع، وستستمر بإرادة الله قبلة للمسلمين ومهوى أفئدتهم حتى يوم الدين .. ولن يثنيها أو يضعف من عزيمتها تلك الأبواق غير المؤثرة.. والأصوات النشاز التي تبث بين الحين والآخر في أماكن متفرقة من بلاد المسلمين.. وستبقى بإذن الله قوية .. وفاعلة .. وقادرة على تقديم ما يلزم من رعاية لضيوفها. بما يعزز من مكانتها في نفوس مئات الملايين من المسلمين الذين يزورونها للحج أو العمرة.. وما ذلك إلا بفضل الله ثم بإشراف وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.. وقناعتهما .. وثقتهما بأبناء المملكة الذين يدرك ون واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه ضيوف الرحمن.. ولا يدخرون جهداً لتحقيق الأهداف التي تحرص عليها الحكومة في هذا المجال وخاصة ما ورد في برنامج خدمة ضيوف الرحمن ضمن رؤية المملكة (2030).. وبالله التوفيق. رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة