سيداتي سادتي أبشركم أنني أرى ضوءا ساطعا في نهاية النفق . وارى من خلاله طوق النجاة. لا تندهشوا ..سأقول لكم ماذا أرى وكيف ..؟! بالأمس قرأت أن الآلة تفوقت علي الإنسان في اختبارات القراءة والفهم .. حيث أعلنت شركة. علي بابا الصينية العملاقة .. أنها استعانت بقاعدة معلومات جامعة ستانفور الامريكية الخاصة بالاسئلة والأجوبة وهي الوسيلة الشهيرة لطرح اسئلة الاختبارات علي الطلبة .. الا انه هذه المرة استخدمت او استعانت شركة علي بابا بالذكاء الاصطناعي للاجابة عن الاسئلة بعد ان قامت الشركة بتغذية قاعدة المعلومات بعشرة آلاف سؤال متعلقة بخمسمائة موضوع استخرجت من الوكيبيديا .. وكانت الاجابات تتطلب سردا او شروحا مطولة ..وبعد مقارنة النتائج مع اجابات الطلبة البشريين ..وجدوا ان آلات الذكاء الاصطناعي تفوقت علي البشر وحصلت علي 82.44 درجة في حين ان الانسان حصل علي 82.304 درجة. وبالمثل قامت شركة مايكروسوفت بتجربة مماثلة وحصلت الات الذكاء الاصطناعي علي 82.650 درجة.. اي انها تفوقت علي البشر. وبدراسة نتائج الشركتين نجد ان درجات التفوق بين الالة والانسان كانت لصالح الاولي ولكن بنسبة طفيفة جدا .. الا ان لها مدلولاتها المثيرة والمبشرة لبعض الناس .. ومقلقة للبعض الاخر .. اما البعض الاعم في عالمنا العربي سوف يستنكرها ولن يصدقها .. ارجو ان لا يكون استنباطي هذا تجنيا علي احد .. ولكي ابرهن علي ما اقول ..رايت ان اناقش موضوع النتائج مع احد المفكرين الكبار ..وفوجئت انه يجزم ان الالات القادرة علي التعلم سوف لم ولن تتفوق علي البشر لانه من صنعها هو مخ بشري ..وربما نسي او تناسي ان هناك جهودا علمية حثيثة في الذكاء الاصطناعي تقود الي تعلم الالة من خلال برمجتها وفق خوارزميات التعلم والتطور .. وبناءا علي تلك النتائج اعلنت شركة علي بابا انها رصدت مبلغ 15 بليون دولار في الابحاث والتطوير في حقول الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء والحاسوب فائق السرعة ومتعدد العمليات ..!! وخطت العديد من الشركات حول العالم نفس النهج مثل آبل ومايكروسوفت وامازون وجوجل ..حيث رصدت بلايين الدولارات للبحث والاستثمار في صناعات الذكاء الاصطناعي ..هذا غير التحالفات التي تكونت بين العديد من الشركات وخصوصا في جانب الرعاية الصحية مثل جنرال الكتريك وفيليبس وغيرها الكثير .. والسؤال هو اين العرب من هذه الطفرة التكنولوجية العظيمة؟ ! بل اين رواد الاعمال وقادة الفكر وسادات العلم والتعليم وعلماء الابحاث والتطوير .. اين هم من كل ذلك؟ ؟! كما تري عزيزي القارئ.. فان الذي يبحث ويطور ويغير ويقود الطفرات العلمية والتكنولوجية في الدنيا كلها هم الشركات ومراكز الفكر ورجال الاعمال امثال بيل جيتس وايلون مسك..الخ وليست الحكومات ..بدءا من احتضان العلماء والمخترعين والمبدعين الصغار .. إلى انشاء وادارة قواعد معلوماتية ذكية ومراكز بحثية علمية متطورة. يقول توماس فيري ..كل الصناعات الكبيرة في العالم بدأت صغيرة جدا ..مايكرو.. امثال صناعات الحديد والتصوير وشركات الزيت والطيران والسيارات والكهرباء ..الخ ومن نتاج مراكز البحث والتطوير داخل شركاتها والاستعانة بالمبدعين واختراعاتهم استطاعت هذه الشركات ان تكون عملاقة كبيرة تقود تطور الحياة علي وجه البسيطة .. ياسادة ..خلال العقدين القادمين سيكون هناك اكثر من 100000 صناعة جديدة و صغيرة يكون عمادها الذكاء الاصطناعي ابتداءا من تطوير وانتاج الاحذية الذكية وامتدادا بالادوية والمعالجات الذكية .. اتمني ان يعي هذه الحقائق الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وان تحفز وتوجه قطاعات الاعمال والجامعات علي اعادة توجه بوصلتهم نحو صناعات العصر .. واتمني علي البنوك ان تساهم بفاعلية في دفع وايجاد مشاريع وصناعات وبرمجيات رقمية وذكية من خلال برامج الخدمات الاجتماعية واعطاء شبابنا التمويلات المالية الموجهة لتحقيق هذه الاهداف . انها فرصة تاريخية لن تتكرر لايجاد وظائف لملايين البشر من خلال البدايات الصغيرة . وتذكروا ان العالم يتحول.