أثار التطور السريع للآليات الحربية الذكية، أسئلة كثيرة حول البعد الأخلاقي والإنساني لاستعمالها. وتمحورت معظم الأسئلة حول من سيُعلم هذه الروبوتات قواعد الاشتباك، وعلى أي أساس ستشارك في القتال، وعما إذا كانت هذه الأسلحة التمييز بين طفل وبين مقاتل عدو. وبعد الطائرات من دون طيار والروبوتات المساعدة لفرق المفرقعات، ظهر جيل جديد من الروبوت قادر على التفكير واتخاذ القرار، والتكيف مع البيئة المحيطة مثل اكتشاف العقبات المفاجئة وتخطيها من خلال القفز، أو تفاديها واستعادة التوازن في حال اصطدامه بجسم آخر. وظهرت «روبوتات» أخرى تستطيع القيام بعمليات الإستطلاع وارسال الصور والمعلومات والبحث عن الألغام، واستخدام كل أنواع الأسلحة من البنادق والأسلحة الثقيلة إلى القنابل والأسلحة الكيماوية. ورأى المؤيدون لاستخدام ال«روبوت» الحربي أن قوانين الحرب المطبقة حالياً ربما تكون كافية للتعامل مع أي مشكلة قد تطرأ في حال نشر تلك الأسلحة واستخدامها، وأن استخدام مثل هذه الآليات سيقلل من الخسائر البشرية. في المقابل، اعتبر المعارضون أن هذا السلاح يهدد الجنس البشري، مطالبين بحظره. ويقف الكثير من العلماء والمفكرين ضد انتشار مثل هذه الأسلحة، معتبرين أن تطور هذه الصناعة يقود إلى تهديد الجنس البشري، وأن المقاتلين الآليين سيصلون في المستقبل إلى حد قد يتعذر معه إيقافهم عند نقطة ما، وحينها لن يكون سوى الدمار والخراب. وشهدت صناعة الأسلحة الذكية تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة، بداية من «الروبوت» الموجه، وصولا إلى «روبوت» يستطيع التفكير واتخاذ القرارات من دون توجيه، وطورت كوريا الجنوبية أخيراً مدفعا رشاشاً قادراً على التعرف على الأهداف وإصابتها بدقة. يذكر أن «معهد مستقبل الحياة» في بوسطن صاغ خطاباً مفتوحا وقع عليه خبراء وعلماء «الذكاء الاصطناعي» بالإضافة إلى بعض المفكرين في جميع أنحاء العالم، تعهدوا فيه بالتنسيق والتواصل لضمان ألا تخرج الآلة عن سيطرة البشر. وتضمنت قائمة الموقعين على الخطاب المؤسسين المشاركين لشركة «ديب مايند»، وهي شركة بريطانية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي كانت شركة غوغل استحوذت عليها في كانون الثاني (يناير) 2014. وضمت قائمة الموقعين العالمان الشهيران ستيفن هوكينج وإيلون ماسك، فضلا عن أساتذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وخبراء في بعض من أكبر الشركات التقنية، بما في ذلك الفريق المسؤول عن الحاسوب الخارق «واتسون» الخاص بشركة «آي بي إم». وجاء في الخطاب أن «النجاح في بحوث الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحقيق منافع غير مسبوقة للبشرية، ولذلك فمن المفيد البحث في كيفية تعظيم هذه الفوائد مع تجنب المزالق المحتملة». وأرفق الخبراء مع الخطاب وثيقة بحثية تحدد أين تكمن المزالق وما هي الاحتياجات التي يجب ترسيخها لمواصلة السعي وراء علوم الذكاء الاصطناعي بأمان. ويرى الموقعون أن حروب المستقبل التي يقودها الرجال الآليون ضد البشر هي حرب يخسر فيها البشر ويربحها الروبوت.