**لا يتوارى العملاق "علي حميد" عن نبوغه السرمدي في التعليق الرياضي، وإن كان عاشقوه، قد حدقوا خلسة في إبداعات ثقافته، وصوته، وحضوره الفني المتمايز طيلة عقود!! * فقد كان رياضياً ممن يسرجون الإبداع، والإمتاع، بإشراق المحيا، والنوايا النقية، والوفاء في إطاره القرنفلي .. ولذة سعادته! **كان حين عندما يلامس نبرات صوته، وحماسه، وحياديته، وحروفه بالورقة التي يدوّن .. ينظر بعمق إلى بقع حبره!! فنظرته الصوتية الوصفية التحليلية موضوعية صادقة، متلألئة على قمم ذلك الوصف والتحليلات ، ومايصدره من نغمات، يُسمعها(دبيب الضوء) المنبعث من خطى حنجرته، وآهاته المظفورة، ويراعه، وهو يقتفي أثر المعنى الهارب لبشارات الفرح كالضوء! نعم كنت أرى بأن علي حميد لا يزال يغوص في فنجان قهوته..! **لكن .. لن تنتهي حقيقة العملاق الإماراتي الخليجي العربي علي حميد (الخيل والسيوف والرجال).. حقيقة (نبوغه ) في كل مناسبة ، والتي تنم عن حب، وتتحسس ملامح الوجه الواحد للكرة، وكما أن وجود علي حميد عميداً للمعلقين الخليجيين حالياً، يعدُّ امتدادًا للفجر وزغرودة الصوت التعليقي ! فحين تكبر الشمس إشراقة وقنطرة للسبيل كان قد عبرنا علي حميد حلمًا وقبلة للنرجس، واخترقنا بحضوره على الأرض والمسطحات الخضراء سنبلة وأقحوانة ووداداً مسفوحاً على القلوب ، ويمتصنا (نبت الخزامى) بصوته الشجي البليغ الحبك غضى وشذى، وبين قيادته للمعلقين وداعاً .. لعلي حميد (قبلة للسعداء) وداعاً لصوت طلع، وغمغم من ينابيع الإبداع، وعاصفة المهج ، من جماهير الكرة في كل الأصقاع، تزرع في الأوردة رائحة علي حميد، ورائحة الإمارات. لا يتوارى العملاق "علي حميد" بزفرات عطر "صوته" التي ارتسمت بحضوره شهقات ورد..!