تلقيت دعوة من صديقي المتقد حماسا بالثقافة وشغفا بالتاريخ د. زيد الفضيل لحضور أمسية خاصة يتحدث فيها القنصل العام الفرنسي السابق بجدة د.لويس بلين عن جدة في الادب الفرنسي أسعدتني الدعوة كما تشوقت للموضوع كثيرا وأردت ان ابحث وبادواتي المحدودة عما يحويه الادب الفرنسي عن جدة وماذا قيل عن هذه المدينة الرائعة التي يتسابق الجميع في حبها ليس ابناؤها فقط بل كل من مر بها او سكنها من مختلف الأجناس ولمختلف الأسباب اذكر فيما بقي في ذاكرتي انه ورد عن تان تان الشخصية الكرتونية الفرنسية انه تعرض للقرصنه عند إبحاره في البحر الأحمر وان كنت غير متاكد تماما ان كان ذلك على الشاطئ المقابل لمدينة جدة او هو شمال البحر حين قدومه من مصر وقصته مع الاثار الفرعونية لا أخفيكم اني في غاية الشوق للمحاضرة من الدكتور لويس الذي غادرنا منذ فترة وهو الرجل الذي جعل من القنصلية الفرنسية خلال فترة عمله في جدة مركزا ثقافيا قلما لمسناه من قنصلية مع كثرة القنصليات في جدة ، كان في غاية النشاط والحيوية وكم تمنيت ان ارى ذلك في بعض ممثلياتنا في الخارج اذكر فيما اذكر اني وجدت كتابا للمرحوم حمزة بوقري من منشورات تهامة يحتوي على ترجمة لاعمال المسرحي العبقري ( موليير ) رائد المسرح الفرنسي الساخر طبع الكتاب قبل اكثر من أربعة عقود وبه ترجمات لمسرحيات عالمية اخرى منها مسرحيات أديب روسيا الكبير ( بوشكين ) ومسرحيات من مناطق اخرى في العالم وعندما أهديت كتاب المسرحيات المترجمة للسيد لويس في احدى المناسبات رأيت في وجهه علامات الفرح والتعجب حتى انه تساءل ان كان بامكانه استضافة فرقة لتقديم المسرحية على خشبة مسرح القنصلية الامر الذي لم يتحقق حتى مغادرته وفي أوج شوقي لحضور اُمسية ضيفنا العزيز بادرني احد الأصدقاء متسائلا ، كأن فتحا نورانيا غشيه : ألا تظن أن لا مارتين ( الشاعر الفرنسي الكبير ) كتب قصيدته ( البحيرة la lace ) من وحي بحيرة الأربعين في حارة الشام بجدة ؟؟ هذا التساؤل الموغل في السريالية فتح باب البحث على مصراعيه وذكرني بادعاء القذافي ان اصل شكسبير عربي وان اسمه الصحيح هو الشيخ زبير مما دعا الحكومة البريطانية ان ترد عليه بالنفي ولا ادري ما يمكن ان تقول فرنسا في دعوى صديقي في قصيدة البحيرة.