في مقدمة التحقيق لكتاب "الجواهر المعُدة في فضائل جُدَّة" لصاحبه أحمد بن محمد بن أحمد الحضراوي، يقول محقق الكتاب الدكتور علي عمر أستاذ التاريخ والحضارة الاسلامية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض: إننا لا نعرف عن بداية الكتابات عن جُدَّة سوى ما ورد في كتب البلدان والرحلات . ثم يكمل المحقق قائلاً ومن أوائل من كتب عن جُدَّة الفاكهي –من علماء القرن الثالث الهجري- فقد وردت لديه شذرات عن جُدَّة، تحت عنوان "ذكر جُدَّة والتحفظ بها وبما فيها وأنها خزانة مكة" . وكذلك ما ورد لدى البكري المتوفى سنة 487ه، في معجم ما استعجم . وكذلك ما ورد لدى ابن جبير المتوفى سنة 614ه، في رحلته . ولدى ياقوت المتوفى سنة 626ه في معجمه، وكلها شذرات أوردها كل منهم عند موضعها في ترتيب المادة التي تناولوها، أو الأخبار التى ساقوها عن جُدَّة . ويكمل الباحث قائلاً: كذلك كتب الفاسي المتوفى سنة 832ه عن فضل المرابطة بجُدَّة، وعن أول من جعل جُدَّة ساحلاً لمكة . ثم يبين محقق الكتاب إننا لا نعرف عن بدايات التأليف في تاريخ جُدَّة – وخاصة المؤلفات التى أفردت للحديث عن تاريخ جُدَّة – سوى مؤلف لقاضي القضاة بالحرمين الشريفين نجم الدين محمد بن يعقوب المالكي المتوفى سنة 790ه، وهو "تنسم الزهر المأنوس عن ثغر جُدَّة المحروس" . وكذلك مؤلف عن جُدَّة وأحوالها لجار الله بن فهد المتوفى سنة 954ه . ثم تتابعت الكتابات في تاريخ جُدَّة فكتب ابن فرج المتوفى سنة 1010ه، رسالة عن جُدَّة هي "كتاب السلاح والعدة في تاريخ بندر جُدَّة" . كما كتب جمال بن عمر المكي المتوفى سنة 1284ه كتاباً عن جُدَّة بعنوان "الفرج بعد الشدة في تاريخ جُدَّة" . كذلك كتب الحضراوي المتوفى سنة 1327ه في تاريخ جُدَّة، وله عنها كتابان: أحدهما في "المفاضلة بينها وبين الطائف" والثاني "الجواهر المعدة في فضائل جُدَّة وتاريخها" وهو الكتاب الذي يقدم له الدكتور علي عمر ويحققه . ويبين محقق الكتاب أن الحضراوي اتخذ من رسالتي ابن فهد، وابن فرج مصدراً عوَّل عليه، كما أفاد كذلك من ابن ظهيرة المكي المتوفى سنة 940ه في تاريخه عن جُدَّة .